في كتابه "كتابية" للسيد "عمرو موسي" وزير خارجية مصر السابق(1991)حتي عام(2001) والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية (2001) حتي عام (2011).
ترشح للانتخابات الرئاسية في عام (2012)كان ترتيبه الخامس حيث حصل على 10% من مجموع الأصوات الصحيحة،ثم تولي رئاسة لجنة تعديل الدستور في عام (2014).
" موسي" الدبلوماسي العربي الأشهر ألذي قرر مؤخرا كتابة مذكراته تحت عنوان "كتابية" الذي استوحاه من الآية الكريمة في سورة الحاقة {فَأَمَّا مَنْ أُوتِى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} العنوان لافت للنظر "فموسي" المعروف عنه أنه ليبرالي حتي النخاع يختار كلمة من نص أية كريمة لعنوان كتابه!
وجه "موسي" سهام النقد اللاذع وصب جام غضبه باتهامات بالجملة بدون سند أو دليل للزعيم "جمال عبد الناصر" بل حمله أوزار مصر السياسية والاقتصادية منذ عام(1967) وحتي ثورة يناير (2011).
وصف الرئيس "عبد الناصر" بالديكتاتور الذي تسبب في هزيمة مصر والجيش المصري عام (1967)
كما روي رواية لم نسمع بها من قبل عن الأطعمة التي كانت تُجلب له من "سويسرا" الخاصة بالريجيم بحكم أن موسى كان في السفارة المصرية في "بيرن" آنذاك.
كما وصف مظاهرات التأييد الشعبي "لعبد الناصر" عقب خطاب التنحي بالمسرحية الهزيلة.
كعادته دائما متميزا بل متخصصا في تسليط الأضواء والكاميرات والميكروفونات وخلق هاله إعلامية ضخمة حوله ليكون دائما داخل إطار الصورة ليوهمنا بأنه أحد صناع الأحداث حتي بعدما جافته الأيام والسنون.
"ناصر" ليس إلها وليس قديسا معصوما من الأخطاء بل بشرا يخطئ ويصيب له ماله وعليه ما عليه فله إيجابياته، كبناء السد العالي ،تأميم قناة السويس، خروج الإنجليز من مصر ،القضاء على الإقطاع،إنهاء عصر سيطرة حفنة من الباشوات علي مصر ،توزيع الأراضي علي الفلاحين الذين كانوا أقنانا وعبيدا لدي هؤلاء الباشوات فغير خريطة مصر الاجتماعية،مساندة الحركات التحررية في أفريقيا والعالم ،الإصلاح الزراعي ،مجانية التعليم ،النهضة الصناعية والفنية وغيرها.
كما أن له أخطائه لكن لا يستطيع أحد أن يشكك في وطنية "عبد الناصر" أو يتهمه بشبهة فساد فالرجل قد مات مدينا وقد كان يملك خزائن مصر وليس هناك واقعة تدلل علي نزاهة عبد الناصر كهذه الواقعة التي
يرويها د "حسن عباس زكي" وزير الاقتصاد في عهد "جمال عبد الناصر"
د "زكي" مشهود له بالوطنية وطهارة اليد فهذا الرجل استطاع استعادة أموال مصر من الخارج التي جمدتها "الولايات المتحدة الأمريكية" و"فرنسا" و"بريطانيا" عام (1956)عقب تأميم "مصر" لقناة السويس،ليس ذلك فقط بل كان أحد الأسماء البارزة التي كان لها دور محوري في بناء اقتصاد دولة الإمارات الشقيقة في سبعينيات القرن المنصرم.
وإليكم رواية د "حسن عباس زكي" الذي ذكر نصا ما يلي"
عندما كنت رئيسا لبنك مصر اتصل بي ذات مرة "سامي شرف" سكرتير الرئيس "جمال عبد الناصر" وطلب مني الحضور لمقابلة الرئيس وذهبت وأنا أرتعش وقلت لنفسي لماذا يطلب الرئيس "عبد الناصر" مقابلتي شخصيا ؟؟!!
وعندما دخلت عليه وهي المرة الأولى التي أقابله في حياتي وجدت في عينيه بريقا لم أره في حياتي في أي إنسان وله شخصية تهز من أمامه وقال لي اجلس يا"حسن" فجلست وقلت له : خير يا ريس فقال لي خير يا"حسن" ثم سألني : لو موظف كبير في الدولة أراد أن يعمل سلفة ( قرضا ) من البنك إيه هي الإجراءات ؟
فقلت له يا ريس مين ده الموظف اللي سيادتك جايبني هنا وبتوصي عليه شخصيا أكيد شخص يهمك ؟ ففوجئت به يقول : أنا .! قلت له سيادتك ياريس ؟ فقال لي : أيوه مش أنا موظف في الدولة وباخد (500) جنيه مرتب. المهم رديت عليه : حاضر ياريس ، وحسبت له القرض طلع( 7200) جنيه فقال لي بس أنا عاوز( 10000) جنيه علشان هاجوز بنتي وفيه أشياء أخرى تحتاجها عائلتي ،فقلت له ممكن لما يبقى الشخص مضمون نرفع مبلغ القرض ، وسيادتك رئيس الجمهورية،وطلبت من "جمال عبد الناصر" صورة البطاقة العائلية واستمارة طلب (قرض) موقعة منه فأمر "عبد الناصر" بإحضار المطلوب من السكرتارية ثم وقع علي استمارة طلب القرض شخصيا ، فأخذت الأوراق وانصرفت وذهبت للبنك وثاني يوم عند الظهر كانت الفلوس جاهزة وتوجهت بهم لمكتب "سامي شرف" جلست لحظات في مكتبه فوجدت "المشير عبد الحكيم عامر" قادما وكان يعرفني شخصيا ثم قال لي حسن زكي ؟ بتعمل إيه هنا ؟ فاضطررت أقول له القصة باختصار . فهاج "عامر" وقال لي : "ناصر" يستلف ! ده أنا عندي ميزانية في الجيش مفتوحة أعطيه منها ما يريد ، ودخل "عامر" "لعبد الناصر" وأنا واقف أنتظر ما يسفر عنه لقاؤهما ، فوجدت "عبد الناصر" ينظر من فتحة الباب وأشار لي وقال : تعالى يا"حسن" ووضح أنه رفض عرض "عامر" له . فدخلت وأعطيته المبلغ ومعي استمارة استلام النقدية أخذها مني ووقع عليها وسط ذهول "عبد الحكيم عامر" وانصرفت بعد أن شكرني كثيرا.
هذا هو عبد الناصر الشريف المخلص تخيلوا رئيس الجمهورية يستلف مبلغ علشان يجهز عفش بنته !
وتحت يديه أموال الدولة كلها ولكنه كان رئيسا شريفا وأمينا ومخلصا لبلده.
وبعد حوالي شهرين كان "جمال عبد الناصر" يشكل الوزارة فوجدت مكتبه يتصل بي :احضر لمقابلة الرئيس وذهبت، فقابلني "جمال عبد الناصر" وقال لي أنا مرشحك وزيرا للمالية إيه رأيك ؟ فقلت له بس يا ريس أنا عندي (40)سنة يعني لسه سني صغير فقال لي : أنت ممتاز يا "حسن" وقد سمعت عنك كل خير وأنا مبسوط منك من يوم القرض فأنت سمعت كلامي ونفذته مباشرة ولم تعرض عليا حلولا أخرى فأخذت عنك انطباعا أنك إنسان جاد ومخلص وشايف شغلك ، وأنا عاوز واحد شايف شغله علشان يظبط لي الميزانية. وفعلا في أول سنة عملت وزير مالية فيها حققت الميزانية فائض (35) مليون جنيه وكان مبلغ كبير أيامها"
هذا هو "جمال عبد الناصر" هذا هو الزعيم هذا هو القائد الوطني الشريف فلمً هذه المزايدات الرخيصة والتشكيك في كل قاماتنا ورموزنا الوطنية واتهامهم في سمعتهم وذمتهم ووطنيتهم بما ليس فيهم بكلام مرسل دون سند أو دليل!!!؟