يتوقع الباحثون زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون أو ما يعادله من الغازات المسببة للاحتباس الحراري في منتصف القرن الحادي و العشرين بما ينتج عنه زيادة في معدل درجات الحرارة . ويتوقع لهذه الزيادة تأثيرات بيئية قد تصل إلى حد التدمير الشامل , وأولها هي زيادة في تكرار حدوث الحالات المناخية المتطرفة أي أيام شديدة الحرارة أو شديدة الجفاف أو فيضانات مدمرة كما أن عدد الأيام التي ترتفع فيها درجات الحرارة عن الحد الطبيعي لها ستكون أكثر حدوثا ، إن ارتفاع معدل درجات الحرارة المتوقع على سطح الأرض خلال القرن الحادي والعشرين سيؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحار والمحيطات بمقدار نصف متر إلى مترين أو أكثر و هذا الارتفاع يرجع بالدرجة الرئيسية الي منشأين رئيسين هما :
الأول : تمدد المياه في المحيطات نتيجة ارتفاع درجة الحرارة
الثاني: ذوبان كميات أكبر من الجليد والثلوج في الأنهار الجليدية والأغطية الجليدية على سطح الأرض.
إن أي ارتفاع في مستوى سطح البحر سيؤدي إلى العواقب المتوقعة التالية :
تدمير المناطق الحضرية الساحلية ويؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة ناجمة عن غرق المناطق الحضرية في أوروبا وأسيا وأفريقيا , وهجرة ملايين البشر , ومن الدول التي يهددها هذا الدمار المحتمل بالدرجة الرئيسية هي مصر في أفريقيا والهند وبنغلاديش والصين في أسيا وإيطاليا وهولندا في أوروبا , على سبيل المثال فإن المناطق الساحلية في مصر يقطنها مليون من البشر , وعلى ارتفاع سطح البحر واحد فقط سيهدد هؤلاء البشر في مساكنهم وأراضيهم الزراعية البالغة حوالي من مجمل الأراضي الزراعية في مصر , أما في بنغلاديش فيسكن مليون شخص من السكان في مناطق ساحلية صغيرة , ومن المتوقع أن يهدد ارتفاع سطح البحر لمتر واحد فقط سيهدد . من سكان تلك المناطق بالغرق الدائم ويهدد نسبة من مساحات الغابات بالغرق .
الهجرة العشوائية للسكان بناء على التأثيرات المذكورة في النقطة السابقة أعلاه فإن غرق المناطق الحضرية سيؤدي بالتأكيد إلى هجرة عشوائية للسكان على مدى فترة زمنية قد تطول أو تقصر , ومثل هذه الهجرة يصاحبها بالتأكيد سكن الأفراد في مساكن رديئة وغير نظامية واستهلاكهم للغذاء الملوث والمياه غير الصالحة للشرب تحت وطأة الضرورة , مما ينجم عنه احتمال انتشار الأمراض الانتقالية بدرجة خطيرة , فضلا عن انتشار الحالات السلبية الأخرى كالأمراض الاجتماعية والحوادث العرضية وارتفاع نسب الجريمة وغير ذلك وهذه من اضرار الاحتباس الحراري .
تدمير الكثير من المناطق الطبيعية والنظم البيئية وكما سبق ذكر بعض الحقائق فإن غرق المناطق الزراعية الساحلية أو النظم البيئية سيؤدي إلى شحة الموارد الغذائية وإلى تأثيرات سلبية عديدة على البيئة .