ان القلوب القاسية لا تعرف معنى الرحمة ولا تعرف معنى الحب فهي قلوب متحجرة لا عنوان لها سوى القسوة ولا مجال لها سوى الافساد والطغيان و تجدها تحمل بين طياتها الجمود فهى قلوب عمياء لا تبصر تمر علي اطفال صغار بين احضان امهم يفترشون الارض وغطائهم السماء ولا تبالي وصماء لا تسمع صرخات الصغار من الجوع و امهم لا تملك من المال لتشتري به ما تسد به افواههم وتملئ به بطونهم
وكأن هؤلاء الفقراء ليسوا بشرا يحلمون ،ولكن لا يحلمون مثلنا بان يكونوا اثرياء او يكون لديهم احدث السيارات او يكونوا من اصحاب المناصب الرفيعة فهم احلامهم بسيطة لانهم تعرفوا علي الفقر منذ طفولتهم وعاشروا المرض منذ ان تفتحت عيونهم للحياة فهم ادميون مثلنا ولكن اجبرتهم ظروف الحياة وقسوة الواقع ان يسكنوا ارصفة الشوارع فهم ترعرعوا في وسط محروم من كل شئ منذ طفولتهم وسيعشون ويموتون بدون ان يشعر بهم احد فهم يعيشون علي هامش الحياة
وعلي الجانب الاخر حياة الاثرياء تجدهم ينفقون من الاموال في اعياد الميلاد وحفلات الزفاف ما يعول الاف المشردين من الفقراء في شوارع المحروسة ولكن هم لا ينظرون الي هؤلاء الفقراء ويتركون الحكومة تتحمل كل هذة الاعباء فهذا ليس دور الحكومة وحدة ولكن هو دور اثرياء المجتمع ايضا ويكفي ان نجد نماذج من اثرياء الصين امثال الملياردير الصيني "يوبينيان" الذي تبرع بثروته البالغة ملياري دولار للفقراء فهذا الرجل ضحي من اجل وطنة وشعبة ولم يجعل وطنة اغنية يتغنى بها في المناسبات الوطنية بل فعل ما يجعلهم رمزا من رموز الفخر لفقراء وطنة وللإنسانية