أي عبارة نقولها والقلب يعتصر ألماَ على ما يجري في منطقة عرسال وما يسقط من شهداء من الجيش اللبناني ؟ وأي ثياب نرتديها وأهالي الشهداء ترتدي الثياب السوداء وقلوبهم تبكي وتنزف دما وشوقاَ لفقد أفلاذ أكبادهم ,, الذين كانوا ينتظروهم في صباحية العيد لتضم الأم أبنها بعد فترة غاب عنها وهي كانت تسجد وتدعوا في ليالي الأحلام أن يكون أبنها سالماَ معافياَ ,, هاهي اليوم ننتظر وتنتظر بحرقة وغصة وحشرجة في الصدر وهي مقطوعة النفس على وصول جثمان أبنها حتى تستقبله وهي في حالة إغماء وفقدان عن الوعي ... أي عيد يمضي عليكم أيها اللبنانيون ؟ عيد عرس ام عزاء؟؟ ماذا نرتدي في العيد هل نرتدي الثوب الأحمر أم الأزرق أم الأخضر وأي لذة ومتعة بيوم العيد والفرح ناقص ومهزوم ونحن شعب أحب الحياة وتخطي الأزمات ولكن هنا وقفة تضامنية ومشاعر إنسانية ومؤازرة مع أهل الشهداء الذين ينتظرون وينتظرون وليلهم طويل والأمل ضئيل و يتمنون لحظات ولحظات وإن كانت عصيبة أن يكون أبنائهم على قيد الحياة وأن خبر وفاتهم ينقلب إلى حقيقة وجود . ما أصعب تلك اللحظات التي تمر عليهم بثقل سنوات بين الأمل والرجاء ولحظة الفراق والرحيل . من ذاق الألم والجرح يدرك هذه الحالة كم هي أليمة
غابت لفرحة عن أولاد الشهداء والشمس تغيب وهم لا يعلمون معنى العيد ولا أرجوحة ولا ألعاب ولا معنى ولا طعم للعيد وهم يسالون أمهاتهم يرددون متى يأتي ( البابا أمتن بدو يجي ,,نحنا اشتقنا له ماما خلينا نتصل بالبابا نقله يجي ياخدني على المرجوحة ) والأم لا حول ولا قوة لها غير أنها تقول له يا ماما البابا عنده عمل سيأتي في الأيام القريبة أما الأولاد التي تدرك وتعلم معنى الاستشهاد تقول لهم البابا ذهب الى الجنة وهو مع الملائكة ,,, والدموع في عيونها تترقرق ,,,,, ماذا نقول ؟ وأهل عكار,, وأهل الضنية بين حرقة ونار تلتهم قلوبهم في موسم الحج والوقوف على عرفات والنظرات الأخيرة على شهدائهم الذين تعبوا وسهروا حتى أصبحوا في ربيع الشباب والأم حلمت بأن ترى أبنها في لباسه العسكري ليحمي تراب الوطن ويسجل عنه التاريخ بطولاته وانتصاراته المجيدة ,, اليوم نقول ونكرر عليكم التاريخ لن ينسي بصمة الشرف عن أولادكم الذين سجلوا وقفات ووقفات مشرفة ومفتخر بها استشهدوا من أجل إبقاء الملايين
وسيقرأ أولادهم عنهم ويروا صورهم وهم رافعين رأسهم أيها الجبناء يا من امتدت أياديكم إليهم نحن أولاد الأبطال والشرفاء والدفاع عن الحق والوطن ,, وحب الوطن من الإيمان وعدالة السماء أقوى وأشد والحق لايضيع مهما مرت عليه عصور وأجيال وأجيال والحق يعود لصاحبه ,,, والله يمهل ولا يهمل الجبان يموت ألف مره واما الشهيد يموت مرة واحدة وهنيئاَ لكم أيها الشهداء أنتم في جنات الخلد وتشربون من نهر الكوثر وتدخلون باب الريان ,, كم أنتم عظماء . يامن حولتم تراب الوطن إلى حبات نفيس وعطر ياسمين والأحجار إلى لألئ وجبال لبنان إلى شموخ وأشجار الأرز إلى اخضرار دائم ,,,,,,, لا يسعني إلا أن أتقدم من أهالي الشهداء بأحر التعازي جميعا ومن أهالينا في عكار ومن أهالي فنيدق حيث نتقاسم الأحزان مع ذوي العسكريين الشهداء والحداد على أرواحهم الطاهرة".والرحمة لهم والمجد لكم ,,,,, والخلود ,,,,,,,,, لا تقل مات الشهيد,,, إنه حي سعيد مثواه الخلود في جنات النعيم عند ربه الملك القدوس