يروي الحدس الفلكلوري الشعبي المصري هذه القصة المضحكة المبكية التي حدثت في العصر المملوكي تقول القصة أنه كان لصان الأول اسمه نائل اللئيم والثاني عطية ابوالمفاهيم ضج الأهالي من شرهما واذاهما ولما انتشر امرهما قررا الهروب إلي قريه أخري وعلي غرار المثل القائل (يارايح كتر من الفضايح) سرقا حمارا وحفنه من الذهب وغادرا القرية في جنح الظلام وعلي أعتاب قريه (البرسيم) نفق الحمار خطر علي بال نائل اللئيم فكرة شيطانية يقومان بدفن الحمار الذي صبرا معهما ثم يبنيان عليه سور وبعد أن انتهيا من الدفن جلسا يبكيان ويرددان "لا إله إلا الله أبوالصبر حبيب الله" اقترب الناس منهما وسألوهما من أنتما ولماذا تولولان هكذا قال اللص نائل اللئيم وهو يبكى نحن من محاسيب مولانا العارف بالله ابوالكرامات الشيخ (أبوالصبر )وهو من أولياء الله الصالحين يشفى المريض ويفك السحر ويزوج العانس مات هذا الصباح وأوصانا بدفنه فى هذه القرية المباركة وقال لنا إنها قرية الخير والبركة وأهلها من أهل الجنة.
كانا اللصان بارعان في التمثيل صدقهما أهالي القريه بل وساعدوهما في بناء مقام يليق بمولانا العارف بالله ابوالكرامات الشيخ الولي (ابوالصبر) حتي صار المقام مسجدا يفد إليه أهالي القريه وماحولها بل اصبح أهالي قرية (البرسيم) يتطاولون بالفخار علي أهالي القري المجاورة بسيدي الإمام ابوالصبر.
لم يصدقا اللصان ماآلت إليه كذبتهما فاض صندوق النذور بالأموال واصبح نائل وابوالمفاهيم من الأعيان والحكام ولهم كلمه مسموعة بين أهالي القرية.
وفي يوم من الأيام قال اللص نائل لصديقه ابوالمفاهيم سأذهب إلي قريتنا وأترك لأهالينا مايكفيهم من المال واودع عندهم عقود الأراضي التي اشتريناها.
عاد نائل بعد أكثر من شهر وسأل صاحبه أبو المفاهيم كم دخل من المال في غيابي فرد عليه ابوالمفاهيم ولاخردلة فقام نائل علي الفور وأمسك بطوق صاحبه قال له أبو المفاهيم أقسم لك بحياة سيدي الولي أبو الصبر أنني صادق فقال له اللص نائل سيدي ابوالصبر إحنا دافنينه سوا وصارت مثلا.
هذه هي مصر شعب متدين بطبعه وهذه القصة تجسد حال الشعب المصري في كل العصور والأزمنة وليس العصر المملوكي فقط الذي كان مليئا بالخرافات والأساطير وإنتشار الدجل والشعوذة باسم الدين تستطيع أن تملك هذا الشعب باسم الدين تستطيع أن تحكمه يصدق سريعا من يرتدي عباءة الدين يأمن ويثق في من يطلق لحيته ويرتدي الجلباب القصير ويحفظ آيتين وحديثين ويضع تحت إبطه كتابا دينيا فيعطيه شيكا علي بيض ويقر له بالإنقياد والطاعة ويصنع له هاله مقدسه بل ويطلق عليه لقب شيخا.
بلحيه كثه وجلباب قصير وفي يدك مسبحه مؤهلات تكفيك لتصنع ثروة طائله تستطيع بهذه المؤهلات أن تتقدم الصفوف إذا كذبت سيصدقوك وإذا تكلمت سيوقروك وإن تأخرت سيقدموك، حتي ولوتاجرت بالآم وأماني واحلام البسطاء بحفنة من الدقيق والزيت والسمن والسكر وشرائح من اللحم سينساقون وراءك كالجرذان.
حتي لوجعلت الدين ستارا لأهدافك المستترة الخفية وراء شعارات دينيه براقة رنانة سيهتفون باسمك ويقولون تقدم أيها الخليفة.