صرح السفير/ حسام القاويش سفير مصر في بولندا بأن المباحثات التي أجراها السفير/ هشام بدر مساعد وزير الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف مع الجانب البولندي في العاصمة البولندية وارسو خلال الفترة من 7 الى 10 أغسطس الجاري، على رأس وفد ضم السفير/ أسامة عبد الخالق نائب مساعد وزير الخارجية لشئون مكتب الوزير، وذلك في الموضوعات الخاصة بمجلس الأمن جاءت في إطار حرص الجانب البولندي على الاستفادة من الخبرات المصرية التي حصلت عليها خلال فترة عضويتها بمجلس الأمن للفترة 2016-2017، وذلك في إطار استعداد بولندا لبدء عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن بداية من العام المقبل للفترة 2018-2019، مشيرا في هذا الصدد الى أن التعاون بين البلدين ليس بجديد في المنظمات الدولية وبخاصة مجلس الأمن حيث سبق وأن تزاملتا معا في العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن للفترة 1996-1997، كما تأتي تلك المباحثات في ضوء حرص مصر على تعزيز العلاقات مع بولندا في شتى المجالات، لا سيما التعاون في مجال المنظمات الدولية وتبادل الخبرات والرؤى حول الموضوعات متعددة الأطراف.
هذا، وقد أوضح السفير/ هشام بدر خلال المباحثات أنها المرة الأولى التي تُجرى فيها مشاورات ثنائية بين البلدين في المجالات متعددة الأطراف، مستعرضا مراحل عضوية مصر غير الدائمة في مجلس الأمن بدءا من حملتها للترشح ومرورا بتجاربها وخبراتها التفاعلية داخل أعمال المجلس وانتهاء بأهم انجازاتها واستخلاصاتها خلال فترة العضوية، مؤكدا أن مصر كانت لها رؤية واضحة منذ بداية انضمامها للمجلس وهي أنها تحمل معها رؤى وأفكار ومصالح أفريقيا والعالم العربي والتي تمثل قضاياهما نحو 90% من القضايا المعروضة على المجلس. كما اشتملت المباحثات على مناقشة عدد من القضايا التي تم طرحها على أجندة أعمال مجلس الأمن بصورة دورية والتي تخص المنطقة العربية والقارة الأفريقية بصفة خاصة، وما بذلته مصر من مجهودات في سبيل حلها خلال عضويتها بالمجلس، خاصة ما يتعلق بمجال مكافحة الإرهاب، ونجاح مصر في استصدار قرارين هامين حول مكافحة الفكر المتطرف ومنع حصول الإرهابيين على الأسلحة. هذا، وقد تقدم الجانب البولندي في ختام المباحثات بالشكر لأعضاء الوفد المصري الزائر، مؤكدة على تقديره لما أفاده به من تجارب وخبرات جيدة حصلت عليها مصر خلال عضويتها بمجلس الأمن، وهو ما يؤكد على الروابط والعلاقات الطيبة التي تجمع بين البلدين اللذين يحتفلان خلال العام الراهن بمرور 90 عام على تأسيس علاقات دبلوماسية فيما بينهما.
من ناحية أخرى، التقى الوفد المصري الزائر بوزير الدولة البولندي للتنمية والذي أكد على على تطور العلاقات الاقتصادية مع مصر بصورة جيدة وملحوظة خلال الآونة الأخيرة، مشددا على أهمية زيادة حركة التبادل التجاري والمشروعات الاستثمارية المشتركة بين البلدين، خاصة مع اهتمام بولندا بالاستثمار في المناطق الاقتصادية الخاصة لا سيما في محور قناة السويس. وقد تم خلال اللقاء استعراض الجهود التي تقوم بها الحكومة المصرية في تنفيذ خطة طموحة للإصلاح الاقتصادي بدأت تؤتي ثمارها بالفعل، فضلا عن تنفيذها للعديد من المشروعات العملاقة في مجال البنية التحتية كإنشاء الطرق والمدن الجديدة وتطوير المواني وإنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة وغيرها، الى جانب توفير المناخ الجاذب للاستثمارات من خلال إصدار قانون جديد للاستثمار، مشيرا إلى أن هناك العديد من أفكار التعاون المشترك التي يمكن وضعها محل التنفيذ والتي ستسهم في زيادة الروابط بين البلدين.