البعض يقول أن الوظيفة تقتل الإبداع والموهبـة داخل الفـرد , وأرد عليهم وأقول أن الوظيفـة الإداريـة لا تقتل الإبداع أبدا إذا ما تم إتــاحة الفرصــة للإبداع وان لم تتوفر فيجب السعي الشخصي لها.
العملية الإدارية هي أساس نجاح أي منظمة أو عمل وهي الضابط المتحكم المنظم لها ولأعمالها ولكوادرها، فالعملية الإدارية يقع على عاتقها مجموعة من المهام والأمور التي يجب عليها القيام بها من أجل تمكنها من ضبط سير عمل المنظمة أو المؤسسة، كما أنها من العمليات التي تنظم أنواع مختلفة من المهام المتنوعة وهي يجب أن تتم من خلال تمكن الإداريين من امتلاكهم للمهارات الإنسانية والفنية التي تساعدهم في قيامهم بمهامهم الإدارية والتعامل مع الموظفين، فالمهارات الإنسانية تقوي من علاقتهم بالعاملين معهم مما يسهل عليهم عملية تبادل المعلومات وإيضاح المطلوب من المهام، كما أنها تجعل العلاقة بينهم أكثر مودة ولطف مما يساعد في إنجاز مهام المنظمة وسير عملياتها وخططها بالشكل الصحيح، فلذلك هذه العملية بحاجة أيضاً لامتلاك مجموعة من المهارات الإبداعية التي تخرجها من كونها عملية إدارية تقوم بمهام معينة نمطية، لتجعلها أداة تطوير وتحديث وإبداع للمؤسسة.
فالإبداع يكسـر حالة الجمـود والروتين بداخل الإدارة , والإبداع في الإدارة هو القدرة المتميزة على تحقيق الأهداف والنتائج المحققة لمصالح المستفيدين من عمل الإدارة، وهـو الاستخدام الذكي للموارد المتاحة، والتغلب على المشكلات والعقبات بأساليب متطورة وغير واردة في المنظمات التي تفتقر إلى الإبداع والمبدعين , ويتميز التفكير الإبداعي بأنه "الأسلوب الذي يستخدمه الفرد في إنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار حول المشكلة التي يتعرض لها (الطلاقة الفكرية)، وتتصف هذه الأفكار بالتنوع والاختلاف (المرونة) وعدم التكرار أو الشيوع (الأصالة).
ولابد أن تعرف عـزيزي القـارئ وأنت عزيزي الذي تعمل بمجال الإدارة , اعلم أن الإبداع لا ينشــأ من فراغ الإبداع نتاج تفاعــل المبدع مع غيره ونتيجة تراكم خبرات سابقة يثقلها الفـرد بالمعرفـة والثقـافـة ومواكبـة العصـر وإستخدام آليات العصر الحديثـة , كما أن الإبداع يتأثـر بالمناخ والبيئة المحيطة , لـذا ينبغي أن يقـوم القادة الإداريون في خلق المناخ المحابي والمشجع على التفاعـل والتواصل والتنافس بين أعضاء المنظمة، لكي يتراكم الفكر وتتخلق المعرفة ويصير تداول الأفكار والمعلومات والتجارب والخبرات، بحيث تتحقق للبعض منهم الفرص للإبداع مستفيدين من كل ما حولهم من حفز وتشجيع وخبرات وتجارب متراكمة.
إن الوظيفة الحقيقية هي التي تُعطي صاحبَها مهاراتٍ متعددة في القيادة، وإدارة الذات والآخرين، والتعاون معهم، ومقدرة على التفكير والابتكار، علاوة على خيارات متعدِّدة يُجابه بها مختلفَ الملابسات والظروف التي تُواجِهه في الحياة , ولذلك أنصح الموظفين بأن يُحاوِلوا التغلبَ على الصِّعاب، ويُشعِلوا في نفوسهـم الهممَ العالية التي لا تعرف اليأس والفتور والإحباط، والتغلب على الروتين الوظيفي اليومي بتنمية مهاراتهم بالإشتراك في البرامــج التدريبية التي تقام في المؤسسات الحكومية والحكومية .