أيـــــام الــصـمــت

أيـــــام الــصـمــت

استقظت في منتصف الليل على صوت أم كلثوم وهى تطرب الأذان بأجمل أغانيها فات الميعاد 
افاقت وكل وجدانها شجن وعقلها يصارع البقاء في هذه الحياة فلم تتخيل يوم أن تصعق بهذا الخبر المفجع ولم تدرك يوما أن الكذب والخداع قد يصل كل هذا المبلغ من نفوس البشر ولم تظن أنه أقرب إليها من شريانها من دقات قلبها من روحها فقد تسلل في خلسه إليها وهى من كفرت بالحب وقفلت قلبها بأقفال حديدية بل فولاذية كيف ولماذا ولما وكل هذه أدوات استفهام خطرت ببالها تبحث عن إجابه ولكن هل من مجيب ؟
تذكرت ذلك اليوم الذي ردت عليه سؤاله وبدأت حوارها معه وكلماته الخفيفه المجنونه التى اقتحمت عقلها في غفله 
ولكنها كلما صدته وجدت منه استماته عليها وتعاملت معه بكل قسوه لدرجة اخجلتها ولكنه لم يستسلم ظل يلاحق عقلها وقلبها وكل مطلبه هو ان تحبه مثل حبه لها 
واجهته وقالت لا علاقه لي بالحب ولا كلام العاشقين فأنا قد اغلقت قلبي منذ سنين ولكنه لم يستسلم فكان كلمته تلاحقها ليل نهار أحبيني ظلت ثابته على قرارها أيام وشهور وكأنها مرحلة لابد لها يوما من الانتهاء فقد يمل هذا العاشق الولهان بدأ يحكي ويقص عليها مغامرات الهوى والعشق التى مارسها مع فريساته وهى تسمع في تعجب هل لهذا الشخص وجود في الكون ؟ فلم يخطر ببالها ان الخطأ والخطيئة قد يجتمعا في شخص واحد في هذه الدنيا فقد تنقل بين قلوب البنات كما تتنقل الفراشات في الحديقة المزهرة حدثها عقلها بالهروب تارة وتارة أخري أن تسمع إليه 
تغنى عليها أنه لم يشعر قبلها بالحب ولم يكن قبلها إنسان 
ولم تصدق كلماته الرنانة ولا حكاياته الفاتنه 
ومرت الأيام يحكى وهى تسمع في اسمتاع وتضحك على مواقفه الكثيرة مع أصدقائه وتمر الساعات والكلمات لا تنتهى 
والوقت يتبخر دون أن يشعروا به 
من هذا الكائن الغريب ؟
وفي يوم وفجأة بدون مقدمات وجت قلبها يرفرف مثل العصفور ويزقزق في فرح فقد دبت فيه الحياة مرة اخري 
أسرعت وبعثت له رسالة "بحبك"
ولم تتوقع ردة فعله التى احتوت كل آهات السنين ولم تتوقع معاملته لها الحفاظ عليها لم تتوقع إحساسه بها كل هذا الحب كثير وكثير وكثير 
قررت أن تلجم زمام قلبها لا هذا ليس مناسب ظروفي لابد أن أنسحب حتى لا ينكسر قلبي ويموت للأبد 
ولكنه لم يتركها تفكر في اى شيء فلم يصدق نفسه بعد كل تلك الأيام والشهور انكسر الحجر الذي كانت تضعه على باب قلبها واستطاع أن يسكن قلبها فلم ولن يخرج بعد اليوم 
ساتربع على عرشه ملكًا فأن الآمر النهاي بعد اليوم 
انا من اتحكم في تفاصيل يومها في كل من يقرب من حدود عينها من كل من يتسلل إلى قلبها 
بعد اليوم انا او الطوفان 
ظلت تحاول الهرب ولكنه تملك منها وأصبحت فريسه الحب
وتملكها الوهم الذي كانت تهرب منه طيلة عمرها 
وانقلب الساحر وتحول وظهر على حقيقته وتبدد الوعد بالسعادة الابدية وتحقيق الأمنيات وتلبيه والحاجات إلى زلزال من الغيرة يطيح بكل شيء 
بل كانت أسباب الخلاف ليست بالمنطقية فترفض البقاء وتدير ظهرها فقد حانت الفرصة للنجاه ولكنه ظل يلاحقها ويتشبك بها بخيوط العنكبوت الحريرية ويعود بكل لهفه إلى قلبها ويصبح حبهم بعد كل خلاف كخيوطالعنكبوت كلما تشابكت أصبحت أكثر متانه 
وضع لها العقد في المنشار أريدك لي وحدي ابعد كل هذا العالم تخلصى من ظروفك فأنا ومن بعدي الطوفان 
ولكنها ظلت تكابد قلبها فقد فزعت من تقلباته الكثيرة وخافت ان تخسر كل شيء في لحظة طيش لا يدركها عقلها وهى وحدها المسئوله عنها 
استمر الوضع شهور أخري ولكن ضاعت الضحكة من على وجهها مع الوقت لم تمارس حياتها الطبيعية ولا تفاعلت مع البشر فترات كثيرة وكأن علاقتها بالبشر قد أصابها الشلل أثر لدغة عقرب تملك من كل فريسته فلم تسطتع الحراك من قبضته 
وازدات الأمور حيرة حتى قررت أن تعرفه على أهلها 
وفي يوم قررت أن تقابله وكانت المفاجأة التى لم يتوقعها فقد صحبت اختها معها وعرفته لها انه زميل وقابلهم بالصدفه ؛ودار الحوار ولكن اختها لاحظت اهتمامه بها الزائد فبررت لها ذلك بأنه مثل اخوها يخاف عليها 
ولكن عندما تقرر المشهد لم بدأت الاخت تفهم ولكنها كذبت احساسها 
ولم يستمر الوضع كثير حتى اعترف هو لأختها انه يحبها ويعشق التراب التى تخطو عليه 
صعقت هى من موقف اختها فلم تحاول ان تنصحها بالبعد أو التفكير 
ومرت الأيام وتكررت المواقف بين شد و جذب وغيرة وغيرها 
حتى ساء الوضع فيتخاصما باليومين ويعودا كسابق عهدها هى تقرر البعد وهو كذلك ولكن دون جدوى
وبعد فترة كانت الصاعقة التى حطمت قلبها بعد مرور أيام لا يتفسر فيه الخلافات التى بينهما إلا بالمختلقه 
قررت البعد وللابد بعد هذا الخلاف الآخير
الذي استمات في الضغط على مشاعرها وأحاسيسها حتى انهارت وفقدت روحها 
قررت البعد ولكن ظل داخلها سؤال يبحث عن إجابة لماذا كل هذا التغير؟
بدأت تبحث هنا وهناك في صفحات الفيس بوك ومن الطبيعي جدا تعليقه الجميلات اللاتي يحبون كلامه المعسول هى تبحث لف انتباهها ايميل يحمل اسمه مع كلمة قلبي وفلم تتمالك نفسها وفتحت هذه الصفحة لتجده صديق مقيم بالصفحة لم يخلو منشور من تعليق له 
يا ويلي من هذه ومن تكون تلك المرأة ؟ الأمر هذا ليس بالبعيد بل منذ فترة الخلافات 
فتحت التعليقات لتبحث عن صاحبة هذه الصفحة ولكنها تفاجأت انها محظورة من ايميلها الأصلي اذا هى تعلم من أكون وبعد ساعات من التفكير والبحث المستمر 
كانت الصاعقة التى ربطت علي قلبها بحزام من نار فلم تتوقع أن تكون الحبيبة الولهانه هي اختها ولم تتخيل انه وقع لها أو وقعت له بل الأفظع والأغرب انها وجدت تعليق يحمل اسمها فهو يعرف مع من يتعامل وليس بالغبي الذي وقع في اختبار واهى وهي تعلم جيدأ من يكون انها جريمة مكتملة المعالم والأدلة قتل مع سبق الإصرار والترصد لقلب اختها .
ونعود للسؤال الاول لماذا كل هذا الخداع والخيانه؟
هل هذا جزاء من سلمت لك قلبها هل هذا جزاء صلة الرحم والأخوة هل اختها خانت قلبها ام كانت حريصة ان تحافظ عليها وتبعده عنها 
لما هذا الأسلوب الرخيص ؟
لماذا لم تواجه الأخت اختها وتساعدها على الرحيل ؟

أسئلة كثيرة تجوب في فكرها ولكنها اختارت الصمت 
وعادت إلى سابق عهدها لتعيش أيام الصمت واى صمت هذا الذي يأكل في قلبها وتتمنى الموت في اللحظة ألف مرة حتى ترتاح من فكرها

 

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;