المشتركات الإنسانية ووحدة الأمة

المشتركات الإنسانية ووحدة الأمة



قال الشيخ حسين آل علي رئيس الاتحاد العربي للقبائل فى البلاد العربية
الوحدة مطمحٌ سامِ لكل عربي يفتخر بعروبته وبـتاريخها وحضارتها ، وهذه القاعدة ليس لها شذوذ الاّ من تنصل وخان الأمانة لتأريخ ونضال وجهاد ودماء الأجداد والآباء ، أو أن يكون جاهلاً بمسؤوليته اتجاه قوميته ، ومن هنا يدخل السرور على قلوبنا كعرب والغبطة تملئ محيّانا حينما نرى ونسمع أي تقارب عربي أو اتحاد عربي أو وحدة عربية تكون منها الانطلاقة إلى تأسيس مستقبل عربي يكون بمصاف الأمم والحضارات .
ومع تعدد الأديان في أمتي وتنوع الأفكار والاعتقادات فان ذلك يضفي عليها ألوان التعايش الذي يرتسم من وحدتها روح التسامح والتعايش والمحبة والتسامح ، منها ومن تاريخها نستمد العزم على رسم مستقبل يكون أساسه الإنسانية ليشع من نورها على أرجاء المعمورة ، لندرك إن سر الالتزام والدعوة إلى الوحدة العربية يأملون منها دعاتها أن تكون نواة إلى وحدة كل الأمم وكل الحضارات وفق مفهوم الأخوة والمشتركات التي عبر عنها الأمام علي عليه السلام ((الناس صنفان أما أخ لكَ في الدين أو نظير لكَ في الخلق )) .
ومع وجود هذه المشتركات فأن العرب بحضارتها وتأريخها بعيدا عن التدخلات والحالات الشاذة التي أولدتها الأجندات الخارجية أو الظروف القاسية فأنها ترسم مستقبل الوجود الإنساني بكل معانية وبكل تفرعاته وتشعباته وبكل ماضيها الحسن منه أو السيئ .
حركة الحضارة العربية وتأريخ الأمة وتصديها في مسار ألأمم تحتل دوراً بارزاً في الحركة الإنسانية وما تمتلكه الحضارة العربية لا تمتلكه أي حضارة ، نعم ممكن أن تمتلك الأمم الأخرى مساحات كبيرة من نشر تأريخها والسعي إلى إيصال مفهومها لكن العرب وتاريخهم تمكنوا من أن يكونوا في قائمة الحضارات القديمة الممتدة إلى خلق الوجود وهذا لا يختلف عليه اثنان من الباحثين في التأريخ القديم حيث إن اللغة التي جاءت على لسان آدم هي اللغة العربية ليكون أصل الوجود والفكر عربي .
مرت الحضارة العربية بفترات جعلت منها ان تركن في زوايا التأريخ لظروف مقصودة تسببت في عزلها مما يجعل وضع الغبار على جوانبها من خلال صبغة العنف وهذا ما نلمسه في الوقت الحاضر من خلال التيارات التكفيرية والتي تريد إن تضع الأمة في مصاف العنف والقسوة والتخلف ، لكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر إذ تصدى رجال الأمة إلى رفض تلك الأفكار وإيضاح أنها دخيلة ومدسوسة مما يجعل الباحث والمتفهم إن العرب وحضارتها وتاريخها بكل دياناتها المسيحية منها والمسلمة واليهودية وغيرها هي أمة تدعو إلى السلام والأمان وبناء مستقبل خالي من العنف يسوده الحب والطمأنينة .

بل أنها تتقدم على غيرها في العديد من الحقول والأقسام في مجال الحياة فهي متوازنة الأبعاد في رسم المستقبل وقد برهنت عن قدرتها العيش في ظروف مختلفة.. والتعامل مع حالات عديدة.. والعمل في ساحات متباينة. لذلك هي بالتعريف الأول كحضارة وأساس الوجود تعتمد على المرتكزات الأساسية للعيش باسم الإنسانية وهذا نموذج ، يتطور باستمرار.. ويجب أن يحرص أبناء الأمة على تطويره لأنه جزء من رصيد الإنسانية لتكون رافده لكل المجتمعات في رسم وترسيخ روح ألأخوة والتعايش السلمي داخل هذه المتدافعات التي نشهدها من خلال بروز بعض التيارات المنحرفة عن الخط الإنساني .

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;