مايسعى إليه عدونا

 مايسعى إليه عدونا

 

إفتقدنا الاحساس بالفراق فالحزن مظاهر والشعور به لا وجود له.
وإفتقدنا الاحساس باللقاء فالسعادة مصنوعة
والشعور بها معدوم.
هكذا أصبحت الحياة نبكى للفراق مجاملة ونفرح للقاء مجاملة أيضا.
فجميعنا أصبحنا فريسة لشؤن الحياة وأخذتنا إلى نطاقا بعيدا حتى أفتقدنا لذة الحب والمساهمه فى إسعاد الآخريين بل أصبحت قلوبنا متحجرة لا تعرف طريق المسامحه ولا طريق الحب ولا طريق الخير  وهذا مايسعى إليه عدونا
فهناك عاشت ارواح بيننا اعواما كثيرة بنعيمها وخيرها وطيبتها وانتهى أجلها لتذهب الى الدار الآخره التى لا فرار منها فذهبت هذه الأرواح وتركت لنا ثروة كبيرة ليست بالمال انما تركت لنا مبادئ حكيمة ولكننا مازلنا نتجاهلها الى ان بات مصيرنا الى ما نحن فيه الآن ..غضب وكره وكذب وعدم ترابط حتى وصل بنا الأمر الى عدم الشعور بالآخريين فمن منا يحزن من قلبه عند فراق شخص ومن منا يأخذ من ذلك عبرة فأمور الحياة والطمع فيها أصابنا بعدم الالتزام بالعقائد الدينية التى وصانا بها رسولنا الكريم .
فكيف نهتم ونحزن ونحب ونفرح من قلوبنا وكل عقولنا مشغولة بأطماع الحياة وكل قلوبنا مملؤة بالغيرة والحقد والكراهية فضاع الخير وذهب مع أصحاب الخير الذين تركوا حياتنا وذهبوا الى مثواهم الآخير..

نفس الشيئ ونفس الموضوع فلن نخرج منه بعيدا فقد حدث كثيرا أمامنا وشاهدنا وسمعنا جميعا عن الذين استشهدوا وقتلوا على يد إرهاب غاشم لن نستطيع حتى الآن وضع أصابعنا على نقاط الجريمة ومرتكبيها فكلها تكهنات متشابهه عند كل حادث يحدث وعند كل جريمة تحدث ويضيع بسببها شباب وابرياء يخدمون الوطن ويحافظون على تراب الوطن وعلى سلامته ولكن ماذا نحن بفاعلين تجاه هذه الجرائم المتتالية هل كان حزننا عليهم كافيا بالطبع لا فالجميع مازال يسير فى نفس الاتجاه الكل يتسابق لنقل الخبر مصحوبا بكلمة حسبي الله ونعم الوكيل وتمر الايام يوم بعد يوم الى ان ينسي الجميع هذه الأحداث وينشغلون بأمور حياتهم وتعود الحياة بطبيعتها مرة أخرى الى أن يحدث الجديد ونعود مرة ثانية للتفاعل معه دون التفكير فى حلول جذرية للتصدى لهذه الجرائم المتتالية.
لن اطلب من كل انسان ان يترك امور حياته ويحمل سلاحا لمواجهة الارهاب ولكننى اطالب باستخدام اقوى اسلحة العالم بين الشعوب الا وهى الحب والاخلاص فى التعامل والترابط بين الجميع  وبث روح الحب والمعاونة والاحساس المتبادل فى الفرح والحزن .
إن أسعد لحظات يعيشها عدونا هى لحظات التشتت والتفرقة التى تعيش بيننا حتى يتغلل بداخلنا ويسيطر علينا حتى يصل بنا الى مرحلة انعدام الروح الانسانية بيننا ثم يستولى على كل ما يحارب من أجله واهم ما يحارب عليه عدونا هو وصولنا الى مرحلة سلبية تجاه الوطن ويبث فينا روح الكره لوطننا حتى نتمنى إسقاط الوطن لاننا وصلنا لعدم الشعور بالوطن الذى نعيش فيه بل قلوبنا اصبحت متحجرة تجاه هذا الوطن وهذا ما يتمناه عدونا ويحاربنا من أجله.

الشعب يمتلك كل الوسائل التى تحرره من ما هو فيه فالحب والتعاون والترابط هما أكبر الوسائل التى تنقل الشعب الى مرحلة التحرر والوصول الى أهدافه والتصدى لأى عدو يحاول التقرب منه..
فسعادة الشعب فى الاستقلال والترابط والتعاون 
وحزن الشعب فى الاستعمار الذى كان سببا فى فقدان أبنائه وكان سببا أيضا فى التشتت بينهم...

فأجمل مانقدمه لوطننا ولأنفسنا هو الحب والعطاء والآمان والشعور المتبادل والتحضر عند مواجهة الأزمات.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;