ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
كان صلى الله عليه وسلم رحيماً في رسالته ودعوته وأخلاقه با ختصار في
حياته كلها نجد فيها الرحمه .
**رحمته بالطير والحيوان :
*ففي الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود عن عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطاً لرجل من الأنصار،
فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه، فسكت، فقال: من ربُّ هذا الجمل؟
فجاء فتى من الأنصار فقال له: أنا يا رسول الله. فقال: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكا إليّ أنك تُجيعُه وتدئبه
” أرأيتم الجمل كيف يشكو الى رسول الله ظلم صاحبه له؟
*وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حُمَّرة وهي نوع من الطير معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمرة، فجعلت تعرش أي ترف بجناحيها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “من فجع هذه بولديها؟ ردوا ولديها إليها”.
*ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قرية نمل قد حرقناها فقال: “من حرّق هذه؟” قلنا: نحن يا رسول الله، قال: “إنه لا يعذب بالنار إلا رب النار” (رواه أبو داود).
*وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في مسجده ويتكئ على جذع نخله فلما صُنع له منبر وقام خطيبا"
عليه صلى الله عليه وسلم بكى الجذع لفراق الحبيب فنزل الرحمة المهداه والنعمة المسداه فجعل يدهده بيده الشريفه على ذلك الجذع ويضمه حتى يسكته فما تركه حتى سكن .
رحمته بالصغار :
*جلس النبي يوماً وجاء الحسين فقبله، وكان عند النبي رجل اسمه الأقرع بن حابس، فقال الأقرع:
أوتقبلون صبيانكم؟ والله إن لي عشرة أولاد ما قبلت منهم واحداً قط، فقال معين الرحمة صلى الله عليه وسلم:
“أوأملك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟ من لا يَرحم لا يُرحم”.
**وسجد مرة صلى الله عليه وسلم فصعد الحسن على ظهره، فأطال السجود، فلما سلّم اعتذر للناس وقال:
“ان ابني هذا ارتحلني، فكرهت أن أرفع رأسي حتى ينزل”.
“ولمّا بكت أمامة بنت زينب ابنته حملها وهو يصلي بالناس، فإذا سجد وضعها، وإذا قام رفعها”، أخرجه البخاري ومسلم عن أبي قتادة.
**كان النبى صلى الله عليه وسلم أرق الناس وأحسن الناس كان إذا رأى طفلا صغيرا يمسح بيده الشريفة على وجهه ....إنه الحنان والعطف الذى يتميز به نبينا .
كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا دخل الصلاة وسمع بكاء الأطفال يخفف من صلاته رحمة بالأطفال
رحمته بالاعداء
*كما وسعت رحمته صلى الله عليه وسلم خصومه وأعداءه الذين آذوه أشد الأذى، وكذبوه أشد التكذيب،
لما ظفر بهم وتمكن منهم ونصره الله عليهم، فبعد أن دخل مكة فاتحاً، وطوق الحرم بالجيش، قال لهم:
“ما ترون أني فاعل بكم؟” قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.
فيبكي أبوسفيان بن حرب ويقول: لا إله إلا الله، ما أرحمك وما أبرك وما أوصلك.
*رحمته بأمته :
فى بداية الدعوة لما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل الطائف ودعاهم إلى الاسلام
ولاقى النبى صلى الله عليه وسلم أشد المعاناة والتعنت من أهل الطائف حتى خرجت الصبيان والنساء تضرب النبى صلى الله عليه وسلم بالحجارة حتى سال الدم من حبيبنا محمد فدعا الله عز وجل بالدعاء المشهور ( اللهم انى اشكو إليك ضعف قوتى........) فبعث الله عز وجل له ملك الجبال يقول له لو أردت أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت فقال له الرحمة المهداة عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله
*أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم : { رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني } إبراهيم 36 ] الآية وقال عيسى عليه السلام :
إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم [ المائدة 1188 ] فرفع يديه وقال " اللهم ! أمتي أمتي " وبكى . فقال الله عز وجل :
يا جبريل ! اذهب إلى محمد ، وربك أعلم ، فسله ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله . فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال . وهو أعلم . فقال الله :
يا جبريل ! اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك .
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص -
*وهنا تتجلى أروع رحمة للنبى صلى الله عليه وسلم قبل وفاته فحينما خرج مع الصحابة يزور شهداء أحد والبقيع قال : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون
ثم قال : أبلغوا سلامى إلى أحبابى فقال الصحابة أولسنا أحبابك يارسول الله فقال النبى صلى الله عليه وسلم لا أنتم أصحابى أما أحبابى قوم آمنوا بى ولم يرونى ....صلى الله عليك ياحبيبى يارسول الله.
*يوم القيامة يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبتهِ وبنيه..
الكل يقول نفسي نفسي..
إلا محمد صلى الله عليه وسلم يقول أمــتي أمتــي..
**فلا تتوقف رحمته عند هذا الحد بل تتجلى رحمته صلى الله عليه وسلم فى عرصات القيامة حيث الظلمات وحيث يفر الأب من ابنه والأخ من أخيه والأم من ولدها ويقول الجميع نفسى نفسى إلا حبيبنا محمد رحمة البشر ورحمة الله إلينا ...حيث تذهب البشرية جمعاء إلى آدم ثم إلى نوح ثم إلى جميع الأنبياء يقولون لهم اشفعوا لنا عند ربنا فتقول الأنبياء نفسى نفسى فيذهبوا إلى حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول أنا لها أنا لها فيذهب النبى ويسجد تحت العرش ويفتح الله عليه بمحامد لم تعطى لأحد من قبل فيقول له الله عز وجل : يامحمد سل تعطى واشفع تشفع فيقول الرحمة المهداة يارب أمتى ...أمتى .. فيقول الله عز وجل : لا نخزيك فى أمتك أبدا .
لا اله الا الله محمد رسول الله ....