أم الدنيا مصر ... ارض الأنبياء والألفية السابعة

أم الدنيا مصر ... ارض الأنبياء والألفية السابعة

أدخلوا مِصرَ أن شاء الله آمنين " أحدي الآيات الخمسة عن مصر المذكورة في القرآن الكريم 
جاءت علي لسان النبي يوسف الصِديق داعيا أخوته بني يعقوب وقومُه من رُعاة البدو للإقامة والإستقرار في مصر
بعدما عانوا من القحط والجفاف بالبادية فأقاموا في عِز مصر وخيرها حتي ظلمهم فرعون والخروج منها هربا
( مع ذهب كافي لصناعة عجلهم المقدس ابيس ) 
مع كليم الله موسي وأخيه هارون في الخروج الكبير والمثبت بكتابهم المقدس التلمود 
مع الوصايا العشر التي تلقاها موسي بجبل الطور في سيناء ثم عصيانهم لموسي بتخاذلهم عن القتال معه وعقاب الله لهم بسنوات الشتات 40 سنة في صحراء سيناء حول عيون موسي الاثنا عشر عدد أسباط بني أسرائيل ورزقهم الله طعام المَن والسَلوي حتي لايموتوا من العطش والجوع
الي أن جاء داوود في جيل النصر فذهب للقتال في لفلسطين وأنتصروا علي جالوت ( جولياث ) وجيشه وأقام مملكة أورشليم ثم تبعه إبنه سليمان الحكيم لمدة ٤٠ عاماً لكل منهم

وكان سبقهم بالقدوم الي مصر من العراق أبو الأنبياء أبراهيم الخليل مع زوجته سارة 
وزواجه من هاجَر المصرية وأنجابها لسميع الله إسماعيل أبو العرب
ورؤيا أبيه ابراهيم ونزول كبش الأضحية 
ولذا فنحن أخوال العرب أبناء الجارية هاجر المصرية وليست سارة العبرانية
ومن هنا أتت تسمية مصر بأم الدنيا لأنها أصل العرب وأصل الحضارة 
ومن مناسك الحج السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط أسوة بالسيدة هاجر أثناء بحثها عن الماء لرضيعها بوادي مكة وفيضان بئر زمزم تحت قدم أبنها أسماعيل آنذاك
ومازالت بئر زمزم تروي عطش وظمأ ملايين الحجاج والمعتمرين لألاف السنين قبل وبعد الإسلام وحتي تاريخه في معجزة ألهية كبري رأيناها بأم أعيننا
وكانت معجزات العائلة المقدسة للعذراء مريم البتول و أبنها عيسي المسيح باللجوء الي مصر 
فرارا من ظلم وقهر اليهود والرومان ومسار الرحلة معروف للأقباط وللباحثين مرورا بشجرة مريم بالمطرية في شرق القاهرة وصولا لدير أسيوط وعبورها لنهر النيل 
لتحل البركة علي مصر بأصحاح الإنجيل .مبارك شعبي مصر.
وفتح مصر في عهد الخليفة عمر الفاروق القائد الصحابي عمرو بن العاص فقط في 7000 من جيشه فلم يقم بقتل أو هدم كنائس الأقباط بل أمنهم دينهم ومالهم 
ليُسلِم الكثير منهم لاحقا حبا للإسلام بما يعني ان ملايين المصريين حاليا كانوا أقباط الأصل من المسيحيين

وقد زاد من القيمة الإستراتيجية لمصر حفر قناة السويس لربط البحرين الأحمر والمتوسط 
وبدأ الحفر في عهد الخديوي سعيد فقام بتأسيس مدن بورسعيد ثم بورفؤاد وبورتوفيق 
تم تسخير الألاف من أجدادنا من الصعيد والدلتا للعمل تحت أِمرة الفرنسي فرديناند ديليسبس ليموت الآلاف منهم لقسوة طبيعة وطول ساعات العمل ثم أفتتاحها أيام حُكم الخديوي إسماعيل 
وأنشأ مدينة الإسماعيلية وحضر حفل الإفتتاح ملوك وأمراء أوروبا والعالم 
وبسببها تزايدت الديون علي مصر وكانت بداية أحتلالها من الإنجليز لمدة 70 عاما بعد ثورة الزعيم أحمد عرابي 1881 ثم ثورة 1919 للزعيم سعد زغلول 
ثم خسارة الألمان والطليان للحرب في ليبيا ضد جيش بريطانيا والحلفاء في العلمين لكن ظلت ألغامهم تسقط ضحاياها حتي اليوم وعائقا أمام التنمية بمصر 
ولو كان قدر لقوات المحور وهتلر والقائد روميل الانتصار في معركة العلمين 
لكان قد تغير وجه تاريخ مصر والعالم تماما بطرد الإنجليز من مصر ومنع قيام أسرائيل بعد حرب فلسطين 1948 ( لاحقا )
بمبدأ عدو عدوي صديقي ولذا كان السادات علي أتصال للتنسيق مع الألمان 
ثم جلاء الإنجليز عن مصر بعد ثورة يوليو1952 والعدوان الثلاثي عام 1956 بعد تأميم الزعيم عبد الناصر للقناة ش.م.م
ثم هزيمة ٥يونيو1967 وأغلاق قناة اليوبس حتي حرب العبور أكتوبر1973 
وأعاد افتتاحها الرئيس السادات للملاحة يوم ٥ يونيو1975 أيضا لإزالة مرارة ذكري النكسة

وأنجزت مصر والرئيس السيسي مشروع قناة جديدة موازية للقناة الحالية التي تساعد في زيادة الاستفادة منها من ناحية عدد قوافل السفن المتجهة شمالا الي اوروبا وجنوبا الي آسيا وأفريقيا في اهم ممر ملاحي لناقلات النفط وتمر منه ٧٪ من تجارة العالم
وصولا لثورة الشعب في يناير2011 للإطاحة بنظام مبارك وأنتخاب الإخواني مرسي كأول رئيس مدني كانت لديه خطة بتأجيرالقناة 99 سنة لمشيخة قطر قاعدة أمريكا في الخليج ومندوبة فرنسا وبريطانيا لأستكمال المؤامرة التي ثار عليها شعب مصر في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ واسقط نظام جماعة الاخوان المجرمين الغير وطنية 
وكان المنقذ هو قائد الجيش المشير عبد الفتاح السيسي الذي تم انتخابه من الشعب للعمل علي البناء والإصلاح بمساعدة ابناء مصر وأصدقائها الذين حضروا قمة شرم الشيخ الاقتصادية لضخ الاستثمارات في سوق العمل
وكما قال قديما المؤرخ اليوناني هيرودوت "مصر هبة النيل "
وهو قول عبقري رغم بساطته لتلخيصه علاقة جذور تاريخ مصر والذي يمتد الي 7000 عاما في عمق تاريخ الحضارة (مينا موحد القُطرين الي السيسي ) 
مع جغرافيا نهر النيل بدءا من هضبة الحبشة ودول أعالي النيل وبحيرة فيكتوريا الي دول المَصَب وهي مصر والسودان في رحلة طويلة للنيل تقارب 7000 كيلومتر 
أكثر من ثلث هذه المسافة في مصر حتي ألتقاءه مع البحر المتوسط في مدينة رشيد غربا وميناء دمياط شرقا.
وهناك مخاطر هائلة تواجه مصر تتمثل في مشروع سد النهضة في إثيوبيا التي بدأت بالفعل فيه ووصلت نسبة العمل الي 70% من الإنشاءات حاليا مع تدبير موارد لتمويله من دول معادية لمصر بهدف استغلال ضعف الدولة المصرية أثناء وبعد الثورتين في يناير ٢٠١١ ويونيو ٢٠١٣

الجدير بالذكر أن العالم يعاني من ندرة مياه الشرب لزيادة السكان وتلوث بيئة الأنهار وتفشي ملاعب الجولف وأحواض السباحة
مما أدي لسقوط الأمطار الحمضية لتلوث الهواء بعادمات المصانع الملوثة للبيئة 
كما تعاني أفريقيا أيضا من الجفاف والمجاعة لزحف الصحراء علي العمران والزراعة ومناطق الرعي
أما في مصر فهناك سوء أدارة للثروة المائية والسمكية بدءا من سواحل البحرين الأحمر والمتوسط الي أكبر بُحيرة من صُنع الإنسان في العالم وهي بُحيرة ناصر مع ١١ بحيرة أخري داخل مصر ( المنزلة البردويل والتمساح الخ )
بعد بناء السد العالي منذ نصف قرن بمساعدة هندسية لروسيا وزعيمها خروتشوف لتوليد الطاقة ومنع الفيضان بموسم الأمطار سنويا ولكنه حجز الطمي مع تماسيح النيل
وصولا الي شاطىء النهر والتي نقوم بأساءة أستخدامها أفرادا وجماعات بألقاء كل أنواع النفايات الصلبة.ومخلفات المصانع والحيوانات النافقة
مما يساعد في أنتشار أمراض الكَبِد والكُليَ وأيضا مرض الكوليرا القاتل والأمراض الوبائية الأخري
لأننا لم نتعلم شيئا من أجدادنا بناة حضارة الأهرام العريقة بعد أن قاموا بتقديس نهر النيل والمحافظة علي نقاءة وتقديم القرابين له حسب أعتقادهم ومنها ألقاء أجمل فتاة في النهر أثناء عيد وفاء النيل

فأننا اليوم نقوم برَدمُ نهر النيل للبناء عليه ثم تجريف الأراضي الزراعية بأخذ طبقات الطمي الخصبة لحرقها في قمائن للطوب التي هي نفسها ملوثة للبيئة لأستخدامها المازوت والسولار 
لنبني بهذا الطوب مباني خرسانية صَماء علي أراضي زراعية كانت منتجة للطعام والشراب وصحية للإنسان والحيوان والبيئة علي حد سواء؟
مع التعدي علي حرم نهر النيل والبناء المخالف علي الاراضي الزراعية 
أما الثروة الحيوانية فهي قصة أخري لسوء الإدارة
فأسعار اللحوم في مصر هي الأعلي عالميا مقارنة بضعف الأجور وقلة رؤوس الماشية وغش الجزارين لبيع لحم الحمير
فنحن أساسا في مصر دولة زراعية تنتمي لحضارة وادي النيل وهو بمثابة شريان الحياة لكل المصريين الذين فشلوا في أدارة بلادهم بعد الإستقلال 
وبعدما كانت جودة القطن المصري (طويل التيلة) تغزو العالم عبر مصانع النسيج في أوروبا 
فقد توقف الفلاح المصري عن زراعة القطن والقمح لقلة العائد وعدم تشجيع الدولة 
وتدهور بنا الحال لأن أصبحنا نعاني العطش علي ضفاف النيل 
وربما نعاني الجوع قريبا بعدما خرجت جموع الشعب ثائرة تطالب بالخبز قبل الحرية والعدالة 
بعدما أصبحنا نعتمد علي روسيا شرقا وأمريكا غربا لتوريد القمح للخبز اليومي لأفواهنا الجائعة 
بعدما كنا سلة غذاء العالم ومنارة للحضارة 
فمن لايملك قوته لايملك حريته
فأنتبهوا أيها السادة قبل أن تصبحوا عبيدا في بلادكم !!

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;