فى قرار هو الصائب منذ بداية الربيع العربي 2011 قررت كل من مصر والسعودية والامارات والبحرين قطع علاقتها الدبلوماسية مع دويلة قطر، في أحدث تطور للأزمة الخليجية التي اشتعلت في أعقاب التصريحات المنسوبة لأمير قطر. واتهمت الدول الاربع هذه الدويلة بدعم “الارهاب” و“جماعات متشددة” وتبني اجندة إيرانية.
نبدأ بمصر...فقد أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها إن القاهرة قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر بسبب إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معادي لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثناءه عن دعم التنظيمات الارهابية وعلى رأسها تنظيم الاخوان الارهابي، وايواء قياداته الصادر بحقهم احكام قضائية في عمليات ارهابية استهدفت امن وسلامة مصر.
ومن ثم قامت المملكة العربية السعودية بنفس الإجراء. .. حيث أعلنت السعودية من جهتها أنها قطعت علاقتها الدبلوماسية والقنصلية مع قطر، وقالت وزارة الخارجية السعودية إن المملكة قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية مع قطر ، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية.
لياتى دور البحرين ...والتى أعلنت فى بيان مقتضب نشرته وكالة الأنباء البحرينية إن البحرين تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر حفاظا على امنها الوطني وسحب البعثة الدبلوماسية البحرينية من الدوحة وإمهال جميع افراد البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد مع استكمال تطبيق الاجراءات اللازمة..
وفى الوقت ذاته جاء بيان الإمارات... حيث أعلنت وكالة أنباء الإمارات، إن دولة الامارات قررت قطع العلاقات مع قطر بما فيها العلاقات الدبوماسية “وإمهال البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد وطالبت الامارات من المقيمين والزائرين القطريين أن أمامهم 14 يوما لمغادرة البلاد لأسباب أمنية وقالت.
وعقب الخطوة المنسقة بين الدول الاربع، اعلنت قيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن انهاء مشاركة قطر في هذا التحالف “بسبب ممارساتها التي تعزز الارهاب”.
واوضحت قيادة التحالف الذي اطلقته السعودية في مارس 2015 انها اتخذت هذا القرار بسبب ممارسات قطرالتي تعزز الإرهاب ودعمها تنظيماته في اليمن ومنها القاعدة وداعش وتعاملها مع المليشيات الانقلابية في اليمن”.
بينما ردت وزارة الخارجية القطرية إن هذه القرارات تهدف الى "وضع قطر تحت الوصاية، وانها تعد انتهاكا لسيادة الدولة القطرية."
واضافت "لقد تعرضت دولة قطر إلى حملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة ما يدل على نوايا مبيته للإضرار بالدولة وراحت تتمسح بدول التعاون الخليجى قائلة " علما بأن دولة قطر عضو فاعل في مجلس التعاون الخليجي وملتزمة بميثاقه وتحترم سيادة الدول الاخرى ولا تتدخل في شؤونها الداخلية كما تقوم بواجباتها في محاربة الارهاب والتطرف."
وكنوع من أنواع التحلى بالقوة أكدت الوزارة في بيانها أن "هذه الإجراءات التي اتخذت ضد دولة قطر لن تؤثر على سير الحياة الطبيعية للمواطنين والمقيمين في الدولة و أن الحكومة القطرية ستتخذ كل الاجراءات اللازمة لضمان ذلك ولإفشال محاولات التأثير على المجتمع والاقتصاد القطريين والمساس بهما."
وقالت الوزارة "إن الادعاءات التي وردت في بيانات قطع العلاقات التي اصدرتها الدول الأربع يمثل سعيا مكشوفا يؤكد التخطيط المسبق للحملات الاعلامية التي تضمنت الكثير من الافتراءات.".
وبالرغم من ذلك كلة يظهر لنا الأمر واضحاً أن ذلك القرار من قبل الدول الأربع يأتى متأخراً ليؤكداً على خطأ الكثيرون عندما ظنوا أن تغيير نظام الحكم فى قطر ستتغير معه استراتيجية الحكم فى الدويلة الصغيرة، وأن رحيل الأب ورئيس وزرائه وخارجيته يعنى أن الصغير قادم باستراتيجية جديدة فى التعامل مع منطقة الشرق الأوسط، ونظام الإخوان المسلمين، الذى دعمه والده لسنوات طوال. لكن الحقيقة التى اكتشفها الجميع بعد التغيير «الشكلى» للحكم فى قطر لم يتغير شيئاً على أرض الواقع، وأن الاستراتيجية التى تتبعها قطر لمعاداة الدول العربية مستمرة فى دعم الإرهاب، ممثلاً فى الإخوان أوالجماعات الإرهابية الأخرى، كتنظيم داعش فى سوريا، أو تنظيم القاعدة.
ولا يستطيع أن ينكر أحد أنة مع اندلاع ثورات الربيع العربي، استغلت قطر الأحداث لدفع الإخوان إلى صدارة المشهد، من خلال تقديم مليارات الدولارات لضمان سيطرة الجماعة، وانها في الوقت نفسه عملت على توطيد علاقتها بإسرائيل.
لتصبح قطر الدولة العربية الشقيقة دولة داعمة للإرهاب فى المنطقة، ويرجع السبب الى الحكم الفاشل ل " دميم " الذى ترك الجسد وذهب الى حضن الأفعى والداً وابناً فذهب الاب ليظهر الابن معلنا صحة المثل الشعبى المصرى الجميل " نط الشونة وأختارلك كلب . قالة وعلى إيه كلهم كلاب ولاد كلب " بالطبع المثل يحتوى على الفاظاً خارجة أرجو معزرتى عليها ولكنة واقع حال فى أسرة تحارب وطن وتنشر العداء فيما بينه وهذا الأمر من وجهة نظرى لا يعنى سوى أحد شيئين: إما أن تغييراً لم يحدث والوالد كما يقولون مازال يحكم، أو أن الأمر أكبر من قطر ذاتها، التى خسرت جميع من حولها بسبب دعمها للإخوان والإرهاب، حتى إنها خسرت أقرب الدول إليها، وهى السعودية والبحرين والإمارات واليمن وليبيا، والسؤال هل سيثنى ذلك قطر عما هى فيه.؟ أوانها سوف تغيير استراتيجيتها التى تضر بعلاقتها العربية.
فالأمر لا يتوقف فقط على منطقة الخليج، فمن المعروف أن قطر تمول المسلحين من المتمردين فى ليبيا والصومال، كما أن احداث مالى أشارت إلى تورط قطر فى تدريب وتسليح التنظيمات الإرهابية، والمعلومات الأكثر خطورة هى التى نشرتها مجلة لو كنار انشين الفرنسية، وتتعلق بقيام قطر بتمويل الجماعات المسلحة ودعمها مثل أنصار الدين وأزواد والجهاد فى غرب أفريقيا، والقاعدة فى المغرب الإسلامى والاستقلال والمساواة، إضافة إلى قيام قطر بتدريب مقاتلى مجموعة محددة، وهى مجموعة أنصار الدين التى تمثل فرعاً محلياً للقاعدة.
وهى مازالت تستقبل وتضم وتدعم جماعة الإخوان المسلمين، التى أعلنتها مصر والسعودية جماعة إرهابية، وتمنح أعضاءها الجنسية، والأكيد أيضاً أن الإخوان تغلغلوا داخل النسيج القطرى، وتم السماح لهم بالسيطرة على المؤسسات بما فيها الإعلام.
وبالرغم أن سياسة قطر لا تدعم الإخوان فقط، فهى تدعم كل ما هو متطرف، فهى لا تكف عن تغذية الاضطرابات فى اليمن بدعمها للحوثيين، وأيضاً تدعم الشيعة فى البحرين، كما دعمت سابقاً اللاضطرابات فى شرق السعودية، وتدعم تنظيم داعش فى سوريا والعراق (تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام)، وجبهة النصرة، التى تعتبر فرعاً محلياً للقاعدة، ويتم إرسال المقاتلين والسلاح لها عبر قنوات تهريب كانت تستخدم فى السابق لتهريب الأسلحة إلى حركة حماس من سوريا، وباستخدام نفس المهربين السوريين المحسوبين على جماعة الإخوان، هذا كله فى الوقت الذى تتقارب فيه سياسياً مع إيران، ليبدو الأمر وكأنها لا تدعم المتطرفين السنة، ممثلين فى داعش والإخوان، بل تدعم الاضطرابات الشيعية فى المنطقة، وكأنها تغذى وجود منطقة مضطربة، تقوم على صراع دينى ما بين السنة والشيعة.
قطر عبرت عن موقفها الداعم لإيران والمناهض للتحالف العربي الذي يقاتل حلفاء طهران في اليمن، وفي محافظة البيضاء ظهر تمويل قطر لإنشاء معسكرات سرية بقيادة شخصيات من الإخوان وهم على علاقات وثيقة بتنظيم القاعدة.
من ينظر إلى ما فات يجب أن يتساءل، ليس عن علاقة قطر بالإخوان فحسب، بل عن علاقتها بالإرهاب فى المنطقة كلها. وسط حالة متزايدة من الغضب داخل الأوساط العربية والخليجية على وجه التحديد بعد تصريحات أمير قطر " دميم بن حمد " المسيئة إلى دولاً من بينها المملكة العربية السعودية والإمارات ، قالت صحيفة فيناننشيال تايمز فى تقرير إن دعم الجماعات الإرهابية وفى مقدمتها جماعة الإخوان، فضلاً عن الدور الذى تقوم به فضائية الجزيرة ، يعدان أحد أبرز أسباب الخلاف بين الدوحة وعواصم الدول الخليجية الكبرى.
وأكدت الصحيفة البريطانية فى تقريرها أن العلاقات بين قطر وجيرانها تشهد توتراً متزايداً ، وأضافت أن الخليجيون ينظرون بعين الريبة لقناة الجزيرة التى تمولها الحكومة القطرية لما تقوم به القناة من تحريض لافت وتبنيها أجندة تهدف لزعزعة استقرار الدول، وذلك بعد أيام من حجب القناة بالفعل فى العديد من الدول الخليجية الكبرى.
وبحسب تقرير الصحيفة ، طالما كانت الدوحة على خلاف مع غيرها من الدول العربية بشأن دعمها لجماعة الإخوان، التى تصنفها كل من مصر والإمارات العربية المتحدة جماعة إرهابية، ولفتت الصحيفة إلى أنه فى 2014 قامت كل من السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائهم من الدوحة احتجاجا على الدعم القطرى للإخوان.
وأضافت أن المسئولين الأمريكيين أصبحوا منتقدين علنا، على نحو متزايد، لقطر وقد أعربوا عن قلق عميق بشأن مزاعم قيامها بتمويل الجماعات الإسلامية المتطرفة فى سوريا، وأشارت الفايننشيال تايمز إلى أن كلا من تركيا وقطر دعموا الإخوان خلال الثورات العربية فى 2011.
ونقلت تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأمريكى السابق روبرت جيتس، قائلا إن الولايات المتحدة ينبغى أن تطلب من الدوحة أن تكون أكثر صرامة فى منع تمويل الإرهاب وإما أن تقوم واشنطن بتقليص التواجد العسكرى الأمريكى فى بلادها، فى إشارة إلى القاعدة العسكرية الأمريكية التى توجد فى منطقة العيديد، التى أشار أمير قطر فى تصريحاته المثيرة إلى أنها تحمى بلاده من أطماع دول الجوار.
ويأتى ذلك فى الوقت الذى تدرس فيه واشنطن بالفعل نقل قاعدة "العيديد" العسكرية من قطر إلى بلد آخر، بحسب ما صرح به رئيس لجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب الأمريكى أد رويس، بسبب الممارسات القطرية الداعمة للإرهاب.
وفى ندوة عقدت فى واشنطن مؤخراً ، قال وزير الدفاع الأمريكى الأسبق روبرت جيتس إن بلاده تفكر فعلياً فى بدائل للقاعدة الأمريكية فى قطر، وتابع : "طالما شكلت قطر مكاناً آمناً للإخوان ولا أرى فى المنطقة دولاً آخرى توفر مثل هذا الترحيب للجماعة".
كما كشفت وسائل إعلام خليجية منذ فترة عن دور قطر فى دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية فى المنطقة، ونشرت صحيفة "مكة" السعودية أسماء شخصيات قطرية، كان لهم أدوارا فى دعم وتمويل الأعمال الإرهابية، وبعضهم صنفوا على قوائم الإرهاب.
كما أظهر الإعلام العالمي والعربي خفايا سياسة قطر؛ التي بدأت بقرار إنشاء قناة الجزيرة، وانتهت بمنهج اللعب على حبال كثيرة متناقضة، وهو ما كشفته عدة تقارير صحفية عالمية وعربية، ولم يتوقف كشف المستور عن دعمها للتنظيمات والجماعات الإرهابية.
ونشر عدد من الصحف الأمريكية والأوروبية عدة مقالات وتقارير تبين تعمد قطر إثارة الفتن وإشعال الأزمات في المنطقة؛ مثل حليفتها القديمة الجديدة إيران، وهو ما يهدد التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وما خرجت به قمة الرياض العربية الإسلامية الأمريكية
لذا كان يجب على تلك الدول العربية اتخاذ الازم حيال تلك الدويلة المأجورة على شقيقاتها وننتظر قرار جامعة الدول العربية تجاه تلك الدويلة. ففى رأيي ان هذه الخطوة جاءت متاخرة، فدولة قطر اخطأت بحق الكثيرين في الدول العربية وخاصة فلسطين، خاصة عندما قامت بتمويل حكم حماس في غزة وبذلك عززت الانقسام وافشلت المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس.
كما أضرت بالامن القومي المصري من خلال دعمها لجماعة الاخوان المسلمين ولكافة الارهابيين، وكانت مصر قد حذرت بالسابق قطر بطريقة ليست علانية ومؤخرا تحدثت امام القمة الاسلامية الامريكية ان هناك من الموجودين من يدعم الارهاب و هي تقصد بذلك قطر وخرجت بذلك مصر عن السرب.
وكما ان دولة قطر تعدت على السعودية من خلال دعم النفوذ الايراني في المنطقة، وشوهت صورة الامارات في اعلامها وكذلك شوهت دورها في اليمن.
ومصر اعطت فرص كثيرة لقطر في عهد الملك السعودي الراحل عبدالله وبمجرد وفاته استمرت بالاساءة لمصر وكذلك لليبيا، و جاء قتل معمر القذافي كما هو معروف بأوامر قطرية، والان قطر تدفع ثمن تلك المواقف العدائية. لتصبح بين مطرقة القطيعة العربية وسندان الجماعة الإرهابية.