تحدثنا كثيرا ومرارا وتكرارا فى كل مايخص بالاهدار بالمال العام ولكن البيروقراطية التى تعيش بداخل بعض المناصب الكبرى جعلتهم لا يهتمون ولا يشعرون بمدى خطورة وتأثير هذا الفعل على الوطن اولا ثم المؤسسات ثانيا ثم الاشخاص ثالثا.
ومن هنا نبدء قصتنا التى فيها دروسا كثيرة يجب الاستعانه بها للحفاظ على كل ما نؤتمن عليه..
كان هناك رجلا وسيما ذو مركزا مرموقا الجميع يشهد له طوال حياته بالادب والاخلاق والاحترام للجميع فكان ناجحا فى عمله وتفوق على نفسه وفى خلال اعواما قليلة قد تدرج ووصل الى منصبا كبيرا فى المؤسسة التى يعمل بها هذا الرجل من شدة حب الناس له كان الجميع يتمنى ان يخدمه ويسانده لدرجة انه اذا تقاعس فى يوم من الايام ولن يوفر الامكانيات الجيدة للعاملين الا انهم كانوا راضيين كل الرضى بالقليل طالما يعملون معه..
كرم واخلاق هذا الرجل اصاب بعض الناس بالطمع والتقرب اليه وبدأوا يتسللوا الى ان وصلوا لهذا الرجل وبدأو يشاركونه فى كل قراراته الى ان وثق بهم واصبح فريسة بينهم .
بدأوا يوسوسو له كوساوس الشيطان فى أذنه حتى يغير اسلوبه وعلاقته بالناس جميعا وان يضع خطوطا حمراء حتى لا يتعداها احد بالفعل حدث كذلك وبدء يبتعد عن الناس ويوكل القريبين منه لاخذ القرارات والتعامل مع الجميع الى ان بدءت الفجوة تزداد بينه وبين العاملين واصاب العاملين بصدمة اوجعتهم لانهم افتقدوا انسانا كان كريما محبا لهم حتى وصل بالقريبين منه هو انهم بدأو يهددون كل من يخالفهم فى الرأى او يرفض اهانتهم له بالفصل من العمل او بخصم مبالغ مالية من مرتباتهم ثم بدأت قلوب الناس تنهار وتتغير من الافضل الى الأسوأ حتى وصلوا لمرحلة الكره لهذا الرجل اكثر درجة بكثير من حبهم له قبل ان تحدث هذه الأحداث .
علما بانه وصل لدرجة الاستسلام الكلى ولن يسمع لاى انسان سوى الخليه المحيطه به والتى ورطته فى نقطتين
اولا: فى سوء علاقته بجميع العاملين ..
ثانيا: هذا الذى سوف احدثكم فيه الآن؟
فبعدما ساءت العلاقات بينه بين العاملين والامتثال للخلية التى تحيطه فقد بدأ يترك لهم حرية التنفيذ فى الأعمال وقد ضربوا عرض الحائط بكل القياسات القانونية والاشتراطات الفنية وطمعهم وغرورهم الذى سيطر عليهم حتى وصل بهم الامر الى التنفيذ والعمل دون الرجوع للجهات المختصة الامر الذى تسبب فى ضعف امكانيات العمل والتأثير على الجودة والفشل فى التنفيذ والفشل فى الانتهاء وكانت نتيجتها هى عدم امكانية الوصول الى الحالة المطلوبة فتنهار كل الاعمال السابقة التى تؤثر على منظومة المؤسسة وتصل بها الحالة الى حالة فاشلة تضر المؤسسة ومن هنا يبدأ العد التنازلى للاهدار فى المال العام .والسبب المدير وثقته فى الخلية الواهمه المحيطة به...
درس كبير ومفهوم علمى كبير من هذه القصة والتى وضعت بنودا كثيرة لكل انسان ان يتماشي عليها وان يحافظ على المبدأ والضمير والصالح العام فهما الاهم لبناء جيل وبناء مؤسسة وبناء وطن .
رسالة قصيرة لكل مسؤل:
ربنا سبحانه وتعالى خلق لنا عينان واذنان ويدان واكرمنا الله بالعقل
ولكل منهما وظيفة
فالعين ترى الخير وترى الحقيقة
والاذن تستمع للقول الحسن وقول الحقيقة وقول العدل.
واليدان للترابط والمساعدة وصنع الاشياء الجميلة وابتكار الاعمال والمحافظة على الامانة التى تتعلق فى عنقنا .
اما العقل فهو الآله الاستراتيجية التى تتحكم فى خط سير الانسان إما بالخير أو بالشر فعليك ان تستفيد بالعقل الذى وهبه الله لك لتدبير شؤنك وشؤن مؤسستك وشؤن وطنك .