تاريخنا يتحدث عنا ويحملنا أخطائنا

تاريخنا يتحدث عنا ويحملنا أخطائنا

 

لقد رأيت أمورا فى حياتى تعجبت لها كثيرا ومن اهم هذه الامور هى المقارنة بيننا وبين دول الغرب فلو بحثت فى التاريخ ستجد اننا من صناع التاريخ واذا بحثت فى قاموس العلم ستجد اننا من صناع العلم واذا بحثت عن الكفائة فى العمل وتحمل المسؤلية وبذل اكبر جهد ان تجده فى العالم كله ستجده عندنا واذا بحثت عن المظهر العام فى الوجاهه والحوار والعلاقات ستجده عندنا واذا بحثت عن الفهلوة والذكاء والشطارة ستجدها ايضا عندنا واذا بحثت عن الاخلاق والمعاملة ستجدها عندنا واذا بحثت عن قواعد الالتزام ستجدها ايضا من صنعنا....

الجميع يستغرب من كل هذه الصفات فلا تستغربوا إنها الحقيقة الغائبة عنا جميعا فإذا كنت بالفعل تحتاج ان تعلم الحقيقة فانظر الى الوراء كثيرا حتى تصل الى عصر الفراعنة وأقرأ عنهم وعن امجادهم وان اصلهم وعن علمهم وعملهم ستجد كل ما اقوله صحيحا وستجد ان بذورنا قوية ولكننا لن نستطيع ان
نحافظ عليها ونستثمرها حتى ننتفع بهافى حياتنا ولكن اصابنا  مرض الهيموكلونيا الذى يسيطر على الانسان ويجعله محلك سر حتى يفتقد حاسة النظر الى المستقبل ويقتنع بان الذى وصل اليه الآن هى آخر محطاته فتموت بداخله العزيمة وتموت بداخله نظرة المستقبل لانه اقتنع بان الوضع الان هو المستقبل.

تعالو معى نرى العكس فبعدما كان الغرب يتمنون ان يحصلوا على نصف ماحصلنا عليه اصبح الان الغرب هم فى المقدمة ونتمنى ان نحصل على نصف ماحصلوا عليه ولكن من اين وصلوا الغرب الى هذا التقدم الرهيب وسبقونا بهذه المسافات.
 الغرب درسوا تاريخنا جيدا وعاشوا فترة كبيرة يحللون ماكان يقومون به الفراعنة وبدأو يدرسون فى بلادهم تاريخ الفراعنة حتى اجتازواها وفازوا بها واصبحوا على درايا كاملة بكل أمور الحياة وتعلموا الصبر وقوة التحمل والمجازفة والابتكارات ثم قرأوا لغتنا وعقيدتنا وقرأوا عن الاديان التى نعيش من خلالها قرأوا عن الدين الاسلامى والمسيحى وساروا على نهج هذه الاديان والتزموا بها حتى صاروا كذلك واصبح الالتزام هو شريان الحياة بالنسبة لهم .

تعلموا من تاريخنا وديننا الاخلاق وروح التعاون والاحترام والخوف بعضهم على بعض .
 كان اجدادهم وابائهم الذين يعلمون اصل تاريخنا وعقيدتنا قد تركوا للاجيال ثروة كبيرة جدا ليست اموال انما ثروة علم تعلموا منها كل مبادئ الحياة التى افتقدناها بسبب عدم اتباعية تاريخنا والحفاظ عليه والاستفادة منه.

علمتم كيف اصبح الغرب متقدما ومتفوقا عنا ومن اين جاء هذا التفوق؟

لأنهم قرأوا تاريخنا والتزموا بعقيدتنا وقدسيتنا.

تعالوا معى نقص قصة حدثت منذ زمن بعيد.

فقد هاجر رجل إنجليزى من بلدته الى مصر للبحث عن مصدر رزق له ليعيش منه حيث ان بلدته كانت تشعر بالفقر وعدم الامكانيات وعندما وصل الى مصر بحث عن اى عمل يعيش منه الى ان عمل بائع عرق سوس ليتجول فى الشوارع المصرية ويشاهد معالمها وقد ابتهر بالمظهر الرائع الاستراتيجى للقاهره قديما وروعة المبانى التاريخية الاثرية وجلس على المقاهى وشاهد احاديث المصريين الفكاهيه ونظر اليهم ولسان حاله يقول ما هذا الشعب الذى يعيش دون مشاكل حتى ارى كل احاديثه كذلك وبدا يسأل نفسه اين طموح هذا الشعب بالرغم من لدية إمكانيات علمية واثرية وتاريخية يستطيع من خلالها ان يكون افضل شعوب العالم وبدا الرجل الانجليزى يتابع افعال واوضاع المصريين وذهب فى شوارع القاهره وزار كل المعالم الأثرية وشاهد اهمالا رهيبا لهذه المعالم ووجد ايضا اطياف كثيرة بالشعب تجهل هذه المعالم بسبب عدم اهتمامهم بالعلم والحفاظ على التراث القديم والمعالم التاريخية لوطنهم .
 استمر هذا الرجل الانجليزى فى جمع كل المعلومات عن الشعب المصرى الى بدأ فى ارسال خطابات لعائلته بدولته بانه يعيش اجمل لحظات حياته وانه مرتاح فى هذا البلد اكتر ما كان مرتاحا فى بلدته وان هذا الشعب اطيب مما يكون وفاقد اهليته ولا يعلم عن تاريخه شيئ فهذا الشعب يعيش فى انقسامات الغنى غنى والفقير فقير وكلاهما لا يشغلان بالهم بثروات بلدهم وكل منهما فى ملكوت اخر .
 فبدأ الرجل الانجليزى يستقطب عائلته واصدقاءه الى مصر وبدأو يخططون كيف يحتكرون كل مؤسسات الدولة التى لا يهتم بها احد فبدأو فى عمل جمعية متعاونة فى التجارة الى ان نجحوا فى تجارتهم وبدات تكبر وتتوسع الى ان زاد ضعف اعدادهم وبدأو يستقطبون كل شبابهم من دولتهم الى العمل فى وطننا حتى كبرت مؤسساتهم وزاد عددهم وبدأو يسلطون اضوائهم على المصانع والشركات التى اهملها الشعب وتركها حتى احتكروها ايضا وبدأو يطورون فيها حتى وصل الامر الى ان المصريين بدأو يعملون تحت ادارتهم ومن هنا بدأ الاستعمار .

نعم الاستعمار الذى احتل مصر كان سببه المصريين بكل درجاتهم غنى وفقير متعلم وجاهل فالجميع مخطأ فى حق هذا الوطن لان الجميع لا يهتم الا بمصلحته فقط وترك الوطن للاستعمار .
 بداو الانجليز يسيطرون على كل مناطق البلد صناعيا وعلميا وعندما تمكنوا من السيطرة على كبراء البلد وتحكموا فيها قامو بفتح االابواب المغلقة امام حكومتهم التى دخلت وترعرعت داخل الوطن وسيطروا على الوطن من جميع النواحى..وعاش الوطن ذليل ينتظر من الانجليز الماعونة التى ينتظرها وكان يأخذها بمقابل بعد تنازله عن قيمته وكرامته 
 من اجل ان يحصل عليها .وعاش الوطن تحت قبضة الاستعمار بدون ارادة وعاشوا داخل وطنهم أغراب .يفتقدون الحرية والاستقلال.

أريتم كيف بدأ الاستعمار انه بدأ عن طريق بائع عرق سوس ولكنه تعلم فى بلاده الولاء لوطنه مهما حدث فيه من احداث وكيف يستطيع ان يستفيد من اخطاء الغير وتعلم ايضا ان يكون لديه طموح مهما كانت امكانياته للوصول الى اهدافه رأينا هذا الرجل فقيرا تاركا وطنه للبحث عن وطن اخر يعيش فيه افضل ما كان عليه فى وطنه ولكن ولاءه وحبه لوطنه جعله يساعد وطنه على دخول وطن آخر للاستفادة العامة لوطنه وتحسين اوضاع وطنه على حساب وطن آخر.

انه الولاء المطلوب من كل اطياف الشعب ففى المقدمة مصلحة وطنك لابد ان تسير على نهج معين وثابت حتى تفيد وطنك حتى يعود عليك وعلى الجميع .فالتطوير يحتاج الى العمل كفريق واحد يتبادل الحب وحسن المعاملة والاحترام بين الجميع .

تماسكوا وترابطوا حتى تشيدوا حائط منيع ضد اى محاولات استعمارية تريد ان تدخل لتتحكم فى كل امور الوطن وتصبحون تحت حصار استعمار ذليل يقضى على قيمتك وكرامتك وتعيش حياتك بدون إرادة .

نقاط هامه من المنشور.
المصلحة العامة هى الانجاز لتحقيق كل الاهداف .
والمصلحة الخاصة هى الفشل وانهيار اساس المجتمع.
 إقرأوا كثيرا عن تاريخنا وكيف عانوا القدماء المصريين فى حياتهم حتى تحدث التاريخ عن انجازاتهم ..

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;