الريح .. مازالت تبحث عن باب

الريح .. مازالت تبحث عن باب

وتصفع الريح ..
بابي المقفول
والباب ينظر في ذهول
الحجرة تتقوقع بين الجدران
والليل يطول
والرعب يطول
تتناثر أثاثات الحجرة فوق الأرضية
تتناثر أنفاسي
يأخذني المجهول
تصفع الريح بابي بوحشية
والباب يأخذه الأنين
يبكي دون صوت
تعانقه عذابات الكبت
يتردد فيه رنين حزين
تتسلل بقايا من صوتي
تسألني
ماذا يحدث بالخارج ..
ولا يستكين
غثيان وحيرة
ويتوه سؤالي
بين دروب الحائرين
وتصفع الريح بابي
تمزق وجهه وملامحه
تقتلع أركانه الأربعة المسكينة
يتهاوى الباب على عتبته
ويلوح الخارج
هدوءاً وسكينة
لحظة ..
وتهب الريح
تصفع وجهي
وعيوني الحزينة
أصرخ ..
بابي كان يحميني
من يحميني الآن
من ينقذني
من يقف معي
ويواجه تلك الريح اللعينة
حجرتي الآن ..
يا أصدقائي بلا باب
الريح تملؤها
تسكنها
تملكها
تثقب جدرانها وتفنيها
وتخور الحجرة
تتهاوى
لا أقدر أن أنقذها
ولا أقدر أن أبكيها
والريح تعربد فيها
الآن أنا ..
بلا باب ولا حجرة
وحدي أحيا
والريح من خلفي وأمامي
رعب وعذاب
ونعيق غراب
وأصوت البوم تدوًي
وعيون الأشباح تلوح
وأنا أحيا الحيرة والاغتراب
أصرخ ..
لماذا هذا الرعب
وإلى متى ..
ولا جواب
لا أقدر أن أنقذ نفسي
ولا أقدر أن أدفن رأسي
.. تحت التراب
والريح تعربد بالدروب
تبحث عن باب آخر
 ومازالت تتبحث عن باب

 

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

فيس بوك

a
;