من رئيس وزراء مولدوفا " بافول فليب " إلى روسيا . وكانت الرسالة واضحة تؤكد أن الدبلوماسيين الروس الخمسة المطرودين من البلاد .كانوا جواسيس ثبت تورطهم في أعمال مشبوهة داخل مالودفيا . وبمعنى أصح قال بافول فليب أن عملية طرد الخمسة كانت لآسباب أمنية. بعدما تحصلت السُلطات المولدوفية على معلومات إستخبراتية تؤكد أنهم جواسيس. ولهم نشاط معادي يستوجب التحرك ضدهم وطردهم لآسباب أمنية.
بطريقة باراك أبوما الذي كان في أخر شهر من عمر إدارته قد طرد 35 من الدبلوماسيين الروس .متهماً إياهم بنفس التهم . علق قائلاً( المعايير المرعية لا تسمح لنا بالكشف عن تفاصيل وملابسات ما حدث، ولا يسعني الإفصاح عن فحوى المعلومات الإستخبارية التي تلقيناها )
ولم يكن بافول فليب وحده طرفاً مؤثراً في هذه القضية .بل كان إلى جانبه إيغور دودون رئيس الدولة . الذي يبدو أنه لم يرحب بالهجوم المولديفي على روسيا. فقام بشجب الخطوة المتخذة من حكومة بلاده. معرباً على أنه ممتعض جداً جراء ما أقدمت عليه دبلوماسية بلاده التي خطت ( خطوة مثيرة تطعن بعلاقات الشراكة الاستراتيجية بين مولدوفا وروسيا ) وهي قيام بافول فليب بطرد أبناء سارجي لافروف وفلادمير بوتن . بحجة أنهم أبناء سارجي شويغو.
وسائل الإعلام في مولدوفا تناقلت الأنباء مؤكدة أن بين المطرودين. ألكسندر غرودين مساعد المُلحق العسكري الروسي لدى مولدوفا . الذي زعمت الإستخبارات المولدوفية في وقت سابق. بتخابر عضو البرلمان المولدوفي يوري بولبوتشان معه . حيث أدين الأخير بتهمة التجسس لصالح روسيا. بينما في الوقت نفسه إستمرت السلطات في مالدوفا في عملية التحفظ عن الأهم في هذه القضية. وهو هويات الروس المُبعدين عن البلاد .
ويُعرف عن مالدوفا أنها تعاني من أزمة سلطة أصبحت مزمنة . فمنذ حوالي عشرين عاماً والبلاد تتخبط برلمانياً . وتبحث عن مخرج لهذا التخبط الذي تسبب فيه رغبة كتلة برلمانية في جعل البلاد تابعة لروسيا ومتكاملة معها بينما لعبت كتلة أخرى دوراً أخر مطالبة بضرورة الإكتمال مع الغرب وإسقاط الشرق .
ويعرف عن مولدوفا أيضاً أنها تورطت في النزاع المجمد في إقليم برينديستروفيه .الذي إندلع سنة 1992 م بين كيشينيوف وتيراسبول على خلفية إعلان الأخيرة من جانب واحد إستقلالها عن مولدوفا عشية زوال الإتحاد السوفيتي. أما مولدوفا فقد إنبثقت أصلاً عن الإتحاد السوفياتي.
تيراسبول كانت آن ذاك قد أعلنت إستقلالها . وهذا الإستقلال كان نتيجة للظن بأن مالدوفا قد تصبح تابعة لرومانيا . ومن جهة أخرى كانت ستكون معها برينديستروفيه أي فراراً من مطالب الروس ورغباتهم هم والأكرانيين. وهم آن ذاك حوالي 60بالمئة من السكان في برينديستروفيه .التي يتمسكون داخلها بالتكامل مع روسيا ثقافياً وإقتصاديا.
وكانت القوات الروسية لحفظ السلام وحماية مخازن الأسلحة والذخائر السوفيتية هناك . هي من تدخلت لإخماد النزاع. الذي لم يخمد في ترانسنيستريا إلا بتدخلها .وهي الأن لا تزال مرابطة على خط الفصل بين طرفي النزاع في برينديستروفيه .