تعليم الكبار  ومحو الأمية الوطنية

تعليم الكبار  ومحو الأمية الوطنية

 

   هناك خطورة وآثار سلبية متعددة للأمية الهجائية على الفرد والمجتمع؛  فقد يصبح أولئك الذين تخلفوا عن ركب التعليم ، وفاتتهم فرص التعلم لسبب أو لآخر مصدر إعاقة للتنمية الشاملة ، وعثرة فى طريق التطور والتقدم فى كافة المجالات ، فلا يستفيدون من معطيات العصر والمجتمع أو يفيدون حتى وإن كان لديهم الكثير ليقدموه ويبذلوه من جهد ومن خبرة. وهذا يستدعى الاهتمام بتعليم الكبار بإعتباره التعليم الذى يمكنه أن يمتص موارد قليلة ولا يؤخر التقدم ، وأنه العامل الأكثر فعالية فى زيادة التنمية الاقتصادية.
   وعلى الرغم من تزايد الاهتمام فى الآونة الآخيرة بتعليم الكبار ومحو الأمية سواء من خلال الهئية العامة لتعليم الكبار برئاسة أ.د عصام قمر أو من خلال مراكز تعليم الكبار فى عين شمس والزقازيق والمنوفية ومركز تعليم الكبار الأول فى صعيد مصر فى كلية التربية بأسيوط برئاسة عميدها المتميز وصاحب الإنجازات الرائدة  أ.د عادل رسمى النجدى، وكذلك من خلال إطلاق استراتيجية تعليم الكبار المقترحة مؤخرا من مركز اليونسكو الإقليمى لتعليم الكبار بسرس الليان وتشكيل التحالف الإقليمى للقرائية وتعليم الكبار والتعلم مدى الحياة، إلا أننا لازلنا نحتاج إلى إعداد وتأهيل كوادر تعليمية تربويا وأكاديميا، وسد منابع الأمية وعلاج ظاهرة التسرب الدراسى والقضاء على الأمية المقنعة لدى بعض الطلاب فى مراحل التعليم النظامى.
وعلينا أن ندرك أن تعليم الكبار لا يقتصر فقط على محو الأمية وإنما يشمل كل أوجه وفرص التعليم والتدريب وإعادته ، وتجديد التعليم لكل الكبار. ويجب الانتباه أيضا إلى أشكال أخرى من الأمية غير الأمية الهجائية التى تؤثر أيضا سلبيا على استقرار وسلامة المجتمع، وتعيق خطط التنمية ومشروعات البناء والتعمير، ومن هذه الصور " الأمية الوطنية  " وهى الأمية بالمخاطر التى تحيط بالوطن والأمية بتهديدات السلم المجتمعى والأمن القومى ومسيرة الاستقرار والتنمية فى هذه المرحلة المحورية فى تاريخ مصر ومستقبل الوطن العربى.
   هناك أمية أخرى غير الأمية الهجائية لدى الكثيرين من الكبار والشباب بحقيقة المخاطر والتهديدات التى تحاك للوطن وتحيط به والتى يدركها تماما سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى وجيش مصر الحصين ويتم التعامل معها بخبرة وحكمة وصلابة، وهذا ما ظهر واضحا فى كلمة الرئيس السيسى مـتأثرا تماما مثلنا بقتل أخوتنا المسيحيين فى الحادث الإرهابى الغادر لأتوبيس المنيا ،  وقد نقل لنا بوضوح وصدق بعض هذه المخاطر وتلك التهديدات المستمرة وجدد عهده لنا فى القضاء عليها بكل حزم وإيصال سفينة الوطن إلى بر الأمان فى ظل الصراعات المحيطة وانهيارات البلدان المجاورة وتساقط وتفكك جيوشها وضياع أمنها واستقرارها. 
وهنا تظهر أهمية الثقافة الجماهيرية للتوعية والقضاء على الأمية الوطنية من أجل التعرف على أدوارنا ومسئولياتنا وتصرفاتنا فى التعامل مع الأزمات التى تحيط بنا من أجل الحفاظ على مصرنا الغالية ووحدتها واستقرارها. نحتاج إلى نشر الوعى لدى الشباب والكبار فى كافة المستويات والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية. يجب أن ندرك المفهوم الواسع لتعليم الكبار بمجالاته المتنوعة وندرك دواعى التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة ونعمل على تحقيقها وإنجازها بالجهود الصادقة والعقول المبدعة والأساليب العلمية الناجحة حتى نحقق التغيير نحو الأفضل ونساعد فى تنمية وتقدم واستقرار مصرنا الحبيبة  ونتشارك جميعا فى الزود عنها والحفاظ عليها.
د. محمد عبدالتواب مبروك

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;