العدل صفة وصفها الله لانسان قادرا على تحمل المسؤلية ومؤمنا بآيات الله الكريمة ومحافظا على المبادئ التى اسندت إليه.
الظلم خيبة ووصفها الله لانسان معدوم الارادة تاركا شرع الله وأوامره ويسير فى عكس اتجاه العدالة وما أمره به الله سبحانه وتعالى ولن يعى آية الله 《الظلم ظلمات يوم القيامة》.
صفتان الفرق بينهما كبيرا جدا ولكنهم يعيشان معا مدى الحياة فالاولى خير والثانية شر ..
تعالو نقص قصة عن ملك من ملوك الزمان قديما.
هذا الملك كان عادلا الى اقصى درجات العدل وكان الجميع يشهد له بذلك من خلال معاملته مع الجميع فكان كريما مع الفقراء وايضا مع الأغنياء كان منصفا للعدل وتاركا الظلم وراء ظهره هذا الملك كان يعيش وحيدا ولن يتزوج الى ان تحدث معه كبير وزرائه فى موضوع الزواج وقد رشح له ابنة من أبناء أمير من أمراء البلده فتمهل الملك وانشغل باله بفكرة الزواج وبدأ يتساءل من الذى يرثنى بعد مماتى ثم قرر ووافق على الزواج من هذه الفتاة التى رشحها له رئيس وزارته وتزوجها بالفعل وفرح له الجميع وانهالت الافراح بالبلده التى يحكمها ومارس الملك بعد زواجه عمله فى شؤن بلاده فكانت بلدته تعيش احلى واجمل لحظات حياتهم من حيث الامكانيات ومن حيث الآمان الى ان وصل هذا الامر لخلق الحب والمودة بين اطياف تلك الشعب.
ومرت الايام ومرت السنيين وانجب الملك طفلا وبدأ الطفل يكبر الى ان وصل لمرحلة الشباب وكانت امه تخاف عليه كثيرا وتوفر له كل ما يحلم به وعاش مرحلة الطفولة والشباب دون ان يتحمل المسؤلية ووصل الى اقصى درجة من التتدليل
وقد طلب منه والده الملك ان يتبعه حتى يؤهله الى ان يتولى هو زعامة الوطن بعدما وصل الملك الى تقدم العمر وانه اصبح غير قادرا على تولى البلاد بمفردة وبدأ يتحدث مع إبنه عن العدل والمساواة والحفاظ على ما أسسه والده طوال حياته من عدل ونظام لبلدتة التى اصبحت وصولا الى هذا المستوى الكبير من الامكانيات والعلم والحب المنتشر بين اطياف الشعب.
فقد قام الملك بتعيين إبنه نائبا له لتولى شؤن البلاد بداخلها وخارجها الامر الذى اثار غضب وزراءه من هذا القرار وعندما تحدثوا مع الملك فى هذا الأمر نهرهم بشدة وقال لهم ان هذا القرار من داخلى وليس فيه رجعة وان ابنه سوف يتولى الأمر .
ومرت الايام ومرض الملك وابتعد عن الشؤن السياسية للبلاد وترك الامر كاملا متكاملا لولده وبدأت الاحداث .
بدأت الاحداث عندما غضب وزراء الملك من قراره وعندما تحدثوا معه نهرهم بشدة وان قراره لا رد فيه ومرت الأيام وعام وراء عام الى ان استولى الابن على كل مايخص الملك من ثروات وحكمه للبلاد الا ان الوزراء كانوا له بالمرصاد ويراقبونه الى ان وصلوا الى نقاط ضعفه وبدأو يخططون ويدبرون للوصول اليه وبالفعل حدث ما ارادو واصبح الملك الصغير تحت سيطرتهم وترك لهم كل القرارات وكان اول قرار هو منع الشعب من معونة الملك الكبير وفرض سياسات جديدة ضد كل طوائف الشعب حتى حدثت الأزمة واشتعلت ثورة الغضب بين أطياف الشعب فأصبح الشعب متفككا وانهار بعد تكرار الاخطاء الواردة لهم من حكومتهم وهى كالصاعقة بالنسبه لهم حيث كانوا افضل الشعوب وانجحهم فى العمل والعدل والحب والتجانس فقد تسبب طمع وجشع الوزراء وسلبية الملك الصغير وعدم خبرته وتحمل المسؤلية الى انهيار الدولة التى كانت من اعرق الدول وصارت الآن فى دمار شامل وظهر الملك الاكبر وهو مريض وفى حالة سيئة جدا يتسائل الجميع أين وطنى وأين شعبى فكان الجواب وطنك اصبح تحت حصار الاستعمار وشعبك اصبح رقيق يبيع ويشترى فيه الاستعمار بعدما استولى على الوطن بعد الانهيار والانقسامات التى حدث فيه وفوجأ الملك الاكبر بهروب ابنه الى بلاد أخرى ولن يتحمل الملك الصدمة فمات الملك ومات فيه الحلم الذى كان يتمناه ان يصبح حقيقة ويحقق كل النجاح والاستقرار لوطنه وماتت الديموقراطية ومات الكيان ومات العدل وظهر الظلم فى كل ارجاء بلاده الى ان ضاع الوطن .
من هذة القصة نستخرج درسا هاما جدااا.
بأن العدل والمساواة هما إسلوب حياة
وان الظلم والاستبداد هما ضياح الحياة وانهيار المستقبل.
وأخيرا لنا ان نتوقف عند رسالة هامه الا وهى؛
رؤساء كل المؤسسات: إحذروا الظلم فنهايته ندم ونهايتة هلاك حتى لا تندموا على ما فعلتموه وتصبحوا بين يدى الله تحاسبون وتتعذبون .