يُريدونها طائفية.. ونُريدها وطن.. يُقتل أطفالنا وأهلنا بأعصاب باردة مُتبلدة فلا دين ولا أخلاق ولا انسانية تقبل قتل الأبرياء الآمنين..
استقبلت مصر صباح الجمعة 26 مايو 20177 يومها بواقعة قيام مجموعة مكونة من عشرة مسلحين ملثمين يستقلون ثلاث سيارات دفع رباعي ، وهاجموا بوابل من الرصاص مصريين أقباط كانوا متجهين إلى دير الأنبا صموئيل في صحراء المنيا مستقلين حافلتين وشاحنة صغيرة، تحمل احداهما اطفالا، قُتل ما لا يقل عن 28 شخصاً، وأصيب 25 آخرون، بينهم عدد كبير إصاباتهم خطيرة .. ولم ينجو إلا أطفالاً ثلاثة.
فما أشبه اليوم بالبارحة.. في صباح يوم الاربعاء 8 ابريل 19700 وقع هجوم من طيران العدو الصهيوني على قرية صغيرة بمحافظة الشرقية قوامها 80 اسرة فضرب مدرسة بحر البقر الابتدائية التي قوامها 150 طالب وطالبه ونتج عن الواقعة استشهاد 30 طفلا وإصابة 50 آخرين، وقامت القوات المسلحة المصرية بعملية ثأر يوم 30 مايو 1970 والذى عُرف عند اسرائيل بيوم السبت الحزين وتم خلال عملية الثأر القضاء على أربعة دبابات وعربات نصف جنزير وحافلتان جنود اسرائيليين بالإضافة الى اسر اثنين منهم، وعلى الرغم من أن ذلك قد اشفى غليل المصريين وقت ذاك إلا أن ذكرى تلك المأساة سُطرت في التاريخ كرمز لبشاعة الجرم لاستهدافهم اطفال ابرياء ورغم ذلك مازالت ذكرى دماء اطفالنا عالقة في الاذهان.
ويعاد المشهد ببشاعته مرة أخرى في 20177 باختلاف أن العدوان بيد عملاء مأجورين فمن أين التمويل الباهظ التكلفة؟ والهدف أسقاط الدولة في بئر الطائفية.. ولم يتعلم العدو حتى الآن أن أهل مصر هم الصخرة التي يتحطم عليها كل المؤامرات على مدار العصور.
الحادث ليس له علاقة بالدين إنها إرهاب دول فقط تتستر وراء أسم الدين لتسيء إليه، إن مصر هي الأمان بأهلها وهم في ترابط إلى يوم الدين، إن قدر أهل مصر أن تحمل على عاتقها أمان وسلام الكرة الأرضية، بدماء أبنائها هذه الدماء الذكية التي تسفك ستكون لهم ناراً تحرق كل يتخذ من الدين ستار لإجرامه، فليس لهم دين ولا أخلاق ولا إنسانية، يريدونها فتنة تأكل الأخضر واليابس، فلا يحيق المكر السيء إلا بأهله أهل الكفر والضلال، وأهل مصر يريدونها وطن، وستظل وطن بإذن الله تعالى ومشيئته.
رحم الله أرواح شهدائنا ودمائهم الذكية التي تروى شجرة الأمن والأمان.