انها لمآساة تعيشها مصر تتمثل فى ضعف وترهل وتخاذل المؤسسات الثقافية التى من شأنها مواجهة ومحاربة الارهاب والتطرف بالفكر وبالابداع .
كان من المفترض تقديم احتفالية كبرى بشارع المعز تحت رعاية وزارة الثقافة وبرؤية فنية للفنان انتصار عبد الفتاح بعنوان (( ليلة الرؤية )) وبرنامج الاحتفالية يتضمن مسيرة وموكب من باب الفتوح يؤكد على عظمة وقوة المصريين التى اساسها الوحدة والتشابك التى تمثل نسيج الوطن بين المسلمين والمسيحيين
بمشاركة فرقة مبادرة اطفال مصر وفرقة ورشة اطفال المسرح القومى للأطفال وفرقة مركز طلعت حرب بجانب فرق فنية اخرى وبعد انتهاء المسيرة يبدأ حفل فنى على المسرح لفرقة رسالة سلام الدولية التى تجمع بين فرق الانشاد الدينى والتراتيل والالحان القبطية فى معزوفة واحدة تدعو الى السلام والمحبة والتى تعبر عن الروح المصرية الحقيقية عبر التاريخ فى تأكيد اخر على قوة وعظمة المصريون فى مواجهة التطرف .
وفى الوقت الذى تتضافر فيه جهود الدولة فى محاربة الارهاب بداية من السيد رئيس الجمهورية ودعوته لمواجهة الارهاب بالفكر يتم الغاء الاحتفالية قبل موعدها بساعات قليلة وكأن هذا يعد استسلام تام وتراجع وانسحاب من معركة فى مواجهة الجبناء .
ولكن أطفال مصر فى مفاجأة مذهلة يصعدون على خشبة المسرح ويصرون على الغناء ليعلنون الحرب على الارهاب بكل شجاعه وفخر واعتزاز ووطنية وسط الاف الجماهير التى التفت حول المسرح وكان هذا المشهد بمثابة طلقة فى وجه المتخاذلين والضعفاء قبل ان توجه للتطرف والارهاب .
ويبقى السؤال .. من الذى تسبب فى الغاء هذه الاحتفالية فى هذا التوقيت بالذات برغم اهمية الفكرة والبرنامج ؟؟