"شحتني شكرا" هو شعار إتخذته أغلب القنوات الفضائية المصرية إحتفالا بقدوم شهر رمضان المبارك.... ذلك الشهر الذي فضله الله على جميع الشهور، وجعل مكافأته للمسلمين ليست لها حدود فهو الذي يكافئ به، شهر به من الخيرات والبركات ما لا يوجد في شهر أخر وقد أطلقت أنا عليه شهر الجنه، فويل لمن يدرك هذا الشهر ولم يدخل الجنه، ولما لا ؟!!!! وهو شهر نزل فيه القرآن أفضل كتاب على وجه الإطلاق أنزل الي الارض لا يفوقه الا اللوح المحفوظ، وبه ليلة القدر العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر، تغلق فيه أبواب الجحيم ، وتفتح فيه أبواب الجنة، وتصفد فيه الشياطين فتقع انت يا ابن ادم في ورطة فيصبح كل ما تفعله من شر في هذا الشهر بمجهودك وعزفك المنفرد بدون الاستعانه بصديق وهو الشيطان الرجيم فتصبح انت يا فاعل الشر الانسان الرجيم.
شهرد تزداد فيه الحسنات وتتضاعف وتنزل فيه رحمة الله وتنزل الملائكة الي السماء الدنيا .... أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار بإذن الله. فهو بحق شهر الجنه.
وللأسف بدلا من ان نستقبل هذا العرض السخي من المغفرة والحسنات بطاعة اكثر ونستغل عدم وجود الشياطين في عملها وهو الوسوسة للانسان فنفعل الخير ونتسارع بلا تصارع نحو اكتساب الحسنات ... تسعي قنواتنا المبجله بكل غرور وغباء في اغلب الاحيان وعناد ليس له مبرر الا لتحويل الشهر الكريم لشهر رجيم والعياذ بالله فاذا كانت الشياطين مصفدة، فقنواتنا حرة طريقه تقوم بعمل ابليس في عدم غيابه فتوقع بنفسها في دفاتر حضورها في شهر الكرم فتبدأ في الاغراءات بالمسسلسلات والدراما وأكازيون من فاته ليلا يستطيع ان يشاهده نهارا وفي الاعادة إفادة، ولا بد ان تعوض طبعا الملايين التي دفعتها لشراء تلك الأعمال ويستفيد منها ابطال المسلسلات، في الاعلانات بدون تميز ولمن يدفع اكثرفسعر الدقيقه الرمضانيه بعشرة اضعاف سعرها في غير رمضان،وتتسارع ايضا اما لحفظ ماء الوجه او كبيزنس اخر يسمي بيزنس الشحاته متخذة شعار " شحتني شكرا" فتظهر لك الاسر المسكينه التي لا تجد سحور ولا افطار تطالبك بالاشتراك في كرتونة رمضان، او المساهمة في دفع تكاليف افطار صائم، كما تظهر لك مرضي المستشفيات من سرطان لفيروس كبدي لاورام الثدي وتنكد عليك وعلى عيشتك وتعتبرك فاسد وجاحد اذا لما تدفع لهؤلاء المستحقين، وتظهر لك مذيعه محجبه طبعا تخبرك ان دينك ناقص ولا بد ان تكمله بكفالة يتيم، على الرغم ان تلك القنوات لو ساهمت بجزء من الملايين التي تدفعها للمسلسلات لسدت عجزا كبيرا ولكفرت عن جزء من ذنوبها الكثيرة، او يا ليتها فقط تكفي خيرها شرها ولا تصرف انظار الناس وتضيع اوقاتهم عن العبادة وتحقق مثل " يا نحله لا تقرصيني ولا عاوز عسلك"