كل المؤسسات الإخبارية والإعلامية تتسابق فى نشر الخبر وخصوصا الخبر الذى يكون عبارة عن حادث بكل أنواعه حتى يلفت انظار القراء والمشاهدين الى أن أصبح المشاهدين ينتظرون كل يوما حادثا جديدا ليقرأون عنه ويشاهدونه أيضا فهناك إعلاميين كبار لا يهتمون الا بنشر الحدث فقط لانهم وجدوا المشاهد دائما مهتميا بذلك وهم لا يعلمون مدى الخطورة الكامنة لهذا الأمر.
تعالو معى نقص قصة شعب عاش حياته وسط الأحداث.
هذا الشعب إهتم ووثق بكل المؤسسات الاعلامية والإخبارية لدرجة أنهم كانوا يتابعون الأخبار أول بأول ومن اساسيات الاخبار التى كانوا يشاهدونها اخبار الحوادث بكل انواعها
(سرقة_إغتصاب_ قتل_رشاوى_اهدار فى المال العام وخلافه)
فكانوا يقرأون ويشاهدون كل هذا على كل القنوات الاخبارية والصحف أيضا وكانوا يراقبون رد فعل حكومتهم مع كل حدث فكان القضاء رحيما بكل مرتكبى هذه الجرائم وكان دور الاعلام والوسائل الاخبارية ماهى الا نشر واذاعة الخبر فقط لاغير الأمر الذى وصل به البعض من الشعب للتفكير فى تمثيل هذه الجرائم لانهم وجدوا ان اسرع الأشياء التى تحقق أحلامهم فى مثل هذه الجرائم .
وخصوصا هو أنهم لا يشاهدوا او يقرأوا سوى الاحداث الجارية فقط حتى وصل بهم الامر ان اقتنعوا بأن مرتكبى تلك الحوادث يصبحون من المشاهير اعلاميا وصحفيا وأيضا يتقاعس معها القضاء.
فأصبح هذا الشعب مليئ بمرتكبى الجريمة الى ان اصبحت الفوضى هى رأس مال هذا الشعب والذى وصل به الامر لحدوث فجوة كبيرة بينه وبين قيادتهم وضاع الشعب وضاع احلامهم بسبب الاحداث التى عاش داخلها بسبب عدم التوعية من خلال وسائل الاعلام ونقل الأخبار الأمر الذى جعل هذا الشعب تحت حصار الإستعمار الخارجى.الذى تحكم فى هذا الشعب ذهنيا وفكريا لانه وجد شعبا يجهل تحليل المخاطر المحيطة به وجد شعبا معزولا عن العالم ولايرى ولايقرأ سوى أحداث مؤسفه لايستفيد منها الا شيئ واحد فقط الا وهو كيفية تمثيل وارتكاب الجرائم التى أوهمته بأنها هى التى تخرجه من عنق الزجاجة...فكانت تلك هى نهاية هذا الشعب.
وهناك شعبا آخر كان يمتلك مؤسسة إعلامية وصحافية على أعلى مستوى كان الاعلام دائما يهتم بنشر الأيجابيات والتطورات التكنولوجية وكيفية التعامل مع الأجهزة الحديثة والانشطة التى تفيد شعبه ووطنه كان الاعلام دائما هو الناصح لكل الشعب فبدأ هو المصدر الوحيد لارتقاء الشعب ونشر الحكمه والبلاغه بينهم كانت هذه المؤسسات الاخبارية تهتم بالطرق السليمة لتوصيل المعلومة الصحيحه لشعبها ليستفادوا منها وكانوا حريصين كل الحرص على ان لايتركوا الشعب فريسة للاخطاء او للحوادث التى تحدث فكان الاعلام دائما عند كل حادث يقوم بإذاعته يقوم ايضا بالتوعية السليمة لكل المشاهدين حتى يعلموا ما هى الجريمة وماذا تؤدى بمرتكبيها وكان قضائهم ناصفا للعدل والحق وعقابه لمرتكبى الجريمة أشد عقاب حتى يكونا عبرة للجميع فكان الشعب يشاهد وقائع الجريمة من خلال الاعلام ويشاهد ايضا ماوصل به مرتكبى الجريمة من عقاب وخلافه ولكن من هنا يأتى دور الاعلام الهام الا وهو التوعية ثم التوعية التى يجب ان يهتموا بها عند حدوث اى حادث فالاعلام الحقيقى هو الاعلام الذى ينشر الحادث وايضا فى نفس الوقت ينشر التوعية لعدم حدوث الحادث مرة اخرى او التقليل منه.
فى مؤسسة السلامة والصحة المهنية العالمية توجد مواصفات خاصة لتقليل الحوادث من أهمها تقييم المخاطر وكيفية الوصول الى مرحلة تقلل من المخاطر من خلال وضع خطوات لعمل كنترول جيد لتقليل المخاطر وحدوثها التى تؤثر على المواطن وعلى المؤسسات وعلى الوطن.
فإهتم الاعلام بهذه المؤسسة ليفيد شعبه
اهتم الاعلام بنشر الأحداث ونشر التوعية من هذه الاحداث فى نفس الوقت
إهتم الإعلام بكيفية الوصول الى خطوات سليمة لترابط الشعب ولتطويره علميا وثقافيا .
إهتم الإعلام بنشر الحقائق ليخلق ثقة كبيرة بينه وبين الشعب.
وكانت النتيجة هى شعبا متحضر يحافظ على وطنه
شعبا يمتلك مؤسسة اعلامية وصحفيه على اعلى مستوى
شعبا متطورا مبتكرا ومنتظما فى اعماله
شعبا يحافظ على مكانته امام العالم كله
شعبا يمتلك قضاءا شامخا متزنا عادلا
أيها السادة هذا وبعد الحديث عن شعبين وعن الفرق الشاسع بينهم بين شعب مسلوب الارادة بسبب عدم التوعية وشعب قوى الارادة بسبب التوعية المستمرة الناجحه له.
من هنا نختتم رسالتنا بعدما تحدثنا عن الفارق الرهيب بين شعبين احدهم إنهار وخسر وطنه والثانى نجح وتفوق واصبح وطنه من اعلى الاوطان ثقافيا وعلميا وتطورا فى الصناعة أيضا والسبب التوعية السليمة من خلال إعلام ناجح وصريح ومسالم .
من هنا نستطيع ان نطالب كل المؤسسات الإخبارية والاعلامية قبل نشر الخبر سواء ان كان خبر مفرح او خبر محزن او شابه ذلك فيجب ايضا التفكير كيف ننشر التوعية السليمة وخطواتها لاى نوع من انواع الاخبار.
●فإذا كان خبرا مفرحا مثال انجاز او تطور او اكتشاف مميز فيجب نشر التوعية لبث الروح داخل الشعب للمذيد من الابتكارات والانجازات
●واذا كانت الاخبار محزنه مثال قتل سرقة اغتصاب اهدار فى المال العام فيجب عمل توعية مباشرة للشعب عن النتيجة التى يصل بها مرتكبى هذه الجرائم ومدى تأثيرها على استقرار الوطن.
فعلى كل مؤسسة إعلامية يجب التركيز فى نشر التوعية بعد نشر الاحداث مباشرة لتوعية الشعب ولمعرفته الفرق بين الخطأ والصواب حتى نصل الى اعلام هادف وليس اعلام صائد.