دائماً نفرح ونتباهي أمام الجميع بتعلق أطفالنا وأنهم لايستطعون البعد عنا حتى للحظة ، و فى إطار العائلة نسعد بتعلق أطفالنا بالأقارب ولانعلم مالخطر من ذلك، لا أقول لاتجعل طفل يحبك بل أقول لاتجعله يتعلق بك للدرجة الغير طبيعية .
أخى القارئ كل مايهمنى هو سعادة وحماية عائلتك والبعد عن مخاطر في نظرك تظهر بسيطة وفي الحقيقة تؤدي إلي مشكلات عميقة حتى وان لم تكن مقصودة في البداية ولكن في النهاية سوف يصل بك الأمر إلي مشكلة، واليوم سوف أعرض نظرية التعلق ونقد هذه النظرية من وجهه نظر العلماء .
نظرية التعلق هي نظرية تصف طبيعة العلاقات طويلة المدى بين البشر، وتعتقد بأن الطفل بحاجة إلى تكوين علاقة مع شخص واحد على الأقل من مُقدمي الرعاية لكي يحصل على النمو العاطفي والاجتماعي بطريقة طبيعية. فهي تشرح كيف تؤثر علاقة الطفل بأبويه على نموه ، نظرية التعلق هي دراسة متعددة التخصصات حيث تشمل نظرية التطور وعلم النفس ونظريات علم السلوك الحيواني.
يتعلق الطفل الرضيع بالأشخاص ذوي الحس المرهف واللذين يستجيبون معه في التفاعلات الاجتماعية والذين يظلون كمُقدمي رعاية بصفة مستمرة لبضعة أشهر خلال الفترة من 6 أشهر إلى عامين، عندما يبدأ الطفل بالحبو والمشي يبدأ بإتلاف مقتنيات مُقدمي الرعاية كقاعدة آمنة ينطلق منها لاستكشاف ما حوله والعودة إليهم. وتُؤدي استجابات مُقدمي الرعاية للطفل إلى تكون أنماط مختلفة من التعلق، والتي بدورها تُؤدي إلى تكوين نماذج داخلية لدى الطفل التي توجه إدراكه الحسي الفردي
وأفكاره ومشاعره وتوقعاته في علاقاته الاجتماعية عند الكبر، ويعتبر قلق الانفصال والحزن الشديد اللذان يتبعان فقدان مُقدم الرعاية رد فعل طبيعي وتكيفي من الطفل المتعلق حديثًا، وكلما تطورت هذه السلوكيات كلما زادت إمكانية معافاة الطفل، ويرجع سلوك الطفل وثيق الارتباط بالتعلق إلى سعيه في المقام الأول إلى التقرب من رمز التعلق.
وقد وُجهت انتقادات للنظرية بعد ذلك والتي تتعلق بحساسية وتعقيد العلاقات الاجتماعية والقصور الذي تسببه التصنيفات غير المترابطة من أنماط التعلق، وقد عُدلت نظرية التعلق بشكل كبير كنتيجة للبحث التحليلي، لكن أفكارها أصبحت مقبولة عمومًا، وشكلت نظرية التعلق قواعد لعلاجات جديدة وأعادت تكوين ما كان موجودًا من قبل،
واستخدمت أفكارها في صياغة السياسات الاجتماعية ورعاية الطفل لدعم علاقات التعلق المبكرة لدى الأطفال. وفى النهاية عزيز القارئ كل ما أردت قوله الحب شئ جميل ويساعد طفلك فى جميع مراحل النمو ويخلق منه شخص سوي لكن التعلق كارثة يتجاهلها البعض دون معرفة آثرها والتعلق الغير طبيعي ضار جدا لطفلك ويؤثر بشكل سلبي وتسبب بمشكلات كثيرة لطفلك لذلك اتمنى التفرقة بين الحب والتعلق .