تعطرت حتي فاح عطرها مسكا وعنبرا وزعفران
تزينت بحجارة كريمة ولؤلؤا صنعت لها التيجان
تفردت بشموخها وبهائها وجمالها نورا من الوجدان
تمردت علي الظلام بشهب ونجمات اضائت الوديان

تفوقت فبدلت نار الطبيعه شمسا ودفئا ظلالهاريحان
تزودت بذاتها فكان الزاد عشقاً وعطاءاً كما الفيضان
تعففت فأنجبت بطهر مريم نسلا ًمن الشجعان

تأملت من حولها رأت ذئابا تقترب وجيشامن الغيلان
تالمت وقاومت ضحت بعز شبابها ولأصغر الغلمان
تحطمت فبنت بجمع حطامها مجداًشامخ البنيان
تحملت غدر البحار كسفينة في بحر بلا ربان
أطلقت طلقات غوث باتت وحيدة تواجه الطوفان

دفعت بأغلي بنوها من الرفات كانت لها الشطئان
دمعت لحال ارضها زيتونها لما وجدت من الخذلان
قنعت بأنها وحدها زادت قواها خرجت من الهذيان
تدبرت حياتها بنبض بنوها بكل ارض كما الشريان
توقعت بطيب قلب دعم الاحبه فكان الحبيب جبان

ركنت لعزم رموزها شق النزاع صفوفهم كما العدوان
عقدت زمام امرها حسيبة وكيلها الواحد الرحمن
باتت وحيدة في النزاع عليها وبين جبناء وغيلان
وثقت في رحمة ربها فالنصر منه وليس من الانسان
حيت فلسطين حرة برجالها دون حاجة لنعام وغزلان

علت في شموخها ومجدها يمضي كما الفيضان
تزكت بدماء طهر فتعطر ترابها مسكا علي ريحان
حيت فلسطين حرة والنصر اتي مهما علي الطغيان
ضربت بحجرها مثلا به يحتذي تبارك الولدان

وهبت قلوبنا نبضا دوما كانت هي الشريان
رفعت رؤوسنا فخرا بصمودها لقادم الازمان
تحيا الحبيبة حرة ويسقط الخونه ويسقط العدوان
تحيا نفوس حرة قريبة للعرش في جنة الرضوان