بمناسبة توحيد وزارة الأوقاف لخطبة الجمعة على مستوى الدولة وتعديل الخطاب الدينى. لفت نظري قول وزير الاوقاف بناء على توجيهات السيد الرئيس في تجديد الخطاب الديني تم توحيد خطبة الجمعة ولقد كان أولى واجدر واحرى بعالم دين أن يعمل تبعا لتوجهات سيدنا وسيده رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله سبحانه وتعالى يقول (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )صدق الله العظيم.
ألا يعلم معالي الوزير انه عالم وان على الرئيس أن يتبع العلماء وليس العكس ففي قوله تعالى (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولو الأمر منكم )قال ابن عباس رضي الله عنه :اولوالامر العلماء وليس الأمراء لسببين أحدهما أن سلطان الامارة متغير وسلطان العلم ثابت والثاني أن على الأمراء أن يطيعوا العلماء وخطبة الجمعة تكون على قدر حاجة المخاطبين من توجيه وقدر فهمهم وعقولهم فهل يعقل أن اخطب الفقراء المعدمين في فتنة المال وزينة الحياة الدنيا أو أن اخاطبهم بخطاب لايحترم عقولهم. حدثوا الناس بما يفهمون اتحبون أن يكذب الله ورسوله.
ثم إن خطباء الأوقاف كثرة منهم لاترقى إلى مستوى البلاغ الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا لغة ولا طريقة ولا موضوعا ومن ثم صارت الخطبة ملأ لفراغ ليس غير ومن ثم فقد أساء الوزير إلى الخطاب الديني الذي هو بلاغ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى البشرية كلها وكان يتعين على الوزير أن يرقى بمستوى علمائه وخطبائه حتى يكون كل منهم على قدر منبر النبي صلى الله عليه وسلم دون حاجة الى خطب موحدة. اتق الله ياوزير الأوقاف فإنه من عليك بالعلم لتبلغ رسالة ربك ولترضيه سبحانه واعلم أن الوزارة ساعة فلا تشغلك عن عبادة وطاعة والله هو الهادي إلى الحق وإلى سواء السبيل.