البحث عن المدينة الفاضلة المليئة بالحب والعطاء والعطف والتسامح والود والرحمة والنقاء والمثالية والرومانسية، فإنها مدينة الحب، فأين هى؟!.. كلنا نريد أن نعطى الحب ونرتوي منه، أنه فطرة الله التى خلق الكون عليها.. ولكننا أدعياء نقاء.. الكل يبحث عن الحب .. ولكن عن أى حُب يبحث؟!! هناك أصحاب حقوق علينا هم أصحاب هذا الحب، فإذا اعطيناهم حقوقهم فى الحب عاد إلينا منهم أكثر مما نعطى.. للأسف داخل كل منا غرفة مظلمة يسجن بداخلها ما لا يستطيع الجهر به.. يسجن أنانيته، غروره، نزواته، هواه...إلخ، إنه الإثم ياصديقى، إن الإثم هو ما حاق فى صدرك وخشيت أن يطلع عليه الناس.. فبذلك نحن جميعاً آثمون.. كلنا ندعى أننا نقدم الحب والرومانسية والنقاء والمثالية ولكننا لا نفعل حقيقاً.. لماذا؟! لأننا نسقيها فى غير روافدها الطبيعية والحقيقة.. روافد فى الخفاء ووراء الجُدر ندعيها حتى باسم الصداقة، فى ظلام أنفسنا ونعلم أننا كاذبون.. وندعى أننا بذلك نحيا، كل منا يعلم جيداً أنه يعيش وهم وإثم ومراهقة.. لو أراد أن يفكر فيها.. وأكرر "لو أراد".. لوجد أنه يخدع نفسه قبل غيره، فبدلاً من ذلك الخداع لأنفسنا وجب أن ننشر الحب بين أصحاب الحقوق علينا ليعود إلينا ذلك الحب مُضافاً إليه احترامهم، والأهم هو احترامنا لأنفسنا.. لكننا سنظل هكذا حتى نكون صرحاء مع أنفسنا، فالتغيير يأتى من داخل كل منا.. إذا أردت ان تغيير ما حولك فلتغير من نفسك أولاً.. وكفانا ادعاء مثالية ورومانسية فى غير روافدها، فنحن أسواء مما نتخيل بكثير ولكن هل هناك من الشجاعة لنقف أمام أنفسها ونصارحها بذلك، لكل منا وردة فى حياته ولها الحق فى أن تسقى حتى لا تذبل فإذا لم يسقى كل منا وردته التى رزقه الله بها حلالاً طيبا وسعى يسقى وردة غيره فليكن على يقين أن وردته فى ذات اللحظة يسقيها غيره أيضاً لأنه أهملها بحثاً عن غيرها، فأصحاب الحقوق علينا هم المدينة الفاضلة ياصديقى التى نبحث جميعاً عنها "مدينة الحب"، وهم أولى بتلك الرعاية والاهتمام، لكل منا مدينته الفاضلة التى يحلم أن يسكنها، ولكن للأسف كل منا يسعي أن يسكن مدينة غير مدينته، نحن حقيقةً نحتاج بشدة للوقوف أمام أنفسنا.. وكفانا كذب على أنفسنا.