كان قدر الجيوش العربية أن تدفع ثمن انتصار العرب في حرب تشرين عام ثلاثة وسبعين ..هذا النصر الذي جعل من مقولة بترول العرب للعرب ذات ترجمة مفهومة للقاصي والداني في هذا العالم المترامي الأطراف ..المقولة التي ظلت تداعياتها حتى هذه اللحظة لينتهي عصر القوّة العربية و يفرط ما تبقّى من العقد المتماسك باستخدام كلّ أشكال الخداع والمراوغة الصهيو - أمريكية ...
إنّها الحقيقة التي يعلمها كلّ عربيّ رضع حليب قوميّته المكلومة ..إنّها الحقيقة التي ارتسمت أمام عيون الجيش العربيّ السوري مذ بدأت قطعان الإرهاب الدوليّ تشنّ هجوماً تلو الآخر لتحرق الأرض بمن فيها وتصبح بذلك وقفاً لكلّ طامع غازٍ ..
معارك كثيرة شهدتها المحافظات السورية ، أغلبها كانت بالتزامن مع مؤتمرات محلية وعالمية تزعم فيها قوّات التدخّل الدوليّة حرصها الشديد على وصول أطراف النزاع السوري السوري إلى حلّ سلميّ ،يحقن الدماء وينهي مأساة الشعب الواحد ..
أما آخر فصولها بعد انتصار حلب و وأد الحلم العثماني الجديد هو ما قامت به المجموعات الإرهابية وعلى رأسها جبهة النصرة من هجوم على منطقة المعامل شمال حي جوبر شرق العاصمة دمشق والذي أفضى إلى سيطرة الجيش العربي السوري و القوّات الرديفة على كامل المعامل و حي جوبر بعد معارك عنيفة كبّدت الإرهاب خسائر في العدّة والعتاد ، واكتشاف تورّط استخبارات بعض الدول في محاولة الهجوم الفاشلة على العاصمة ..
إنّ انهيار الارهاب العالمي على أسوار دمشق في هذه المحاولة الأخيرة دفع غرفة إدارة عمليّات الحرب الكونيّة على سوريا للإيعاز لأدواتها في ريف حماه التحرّك لتغطية هزائمهم المتتالية والتي لم يعد حجمها يسمح لمسار جينيف بجولته الخامسة أن يحقّق إنجازاً لثلاثة وفود من المعارضة السوريّة تدّعي حرصها على حقوق السوريّين ..
وكما تقهقروا في دمشق ،يتقهقرون في حماه ، و الشعب المصابر ينتظر تطوّرات الساعات القادمة بفارغ الصبر ، وكلّ الإيمان بعزيمة جيشه ..ليقول لمن استبدلت وجود داعش في الرقة الحبيبة بعد هزائمها المتتالية بوجودٍ آخر يتماشى وعنصريّتها بأنّ دروس التاريخ تنتظر أن تضيف درساً جديداً عنوانه انتصارٌ جديد... بيدٍ ...عربيّة الدّم ..