انتشرت في السنوات الاخيره ظاهرة وبائيه تعرف ببزنس التعليم والجامعات الخاصه ، ونتج عنها إفساد متعمد للتعليم العام والتعليم الجامعي لصالح هذا البزنس المربح من داخل وخارج هذه المنظومه ، وأصبحت نتيجة الثانوية العامه والتنسيق للجامعات تدار لصالح هذا البزنس الذي أصبح له منظومة من الفساد والمفسدين والذين يحاولون إقناع المجتمع علي أنه هو البديل لرفع مستوي التعليم والبحث العلمي ومع ذلك فنحن نحاول إقناع انفسنا وإبداء موافقتنا عليه حتي أصبح هذا الوباء ينضم لمنظومة الأوبئة التي أصابت المجتمع المصري مثل وباء التوكتك والفوضى الحادثه نتيجة استخدامه وغيرها من الأوبئة التي تصيب كل طبقات المجتمع فتعمل علي زلزلته ومص دمائه واستنذافه بطرقها الخاصه ، ودون الخوض في التفاصيل والتي هي واضحه وضوح الشمس للجميع ،
وعليه أصبح التعليم الجامعي الخاص هو إستنذاف وشفط لموارد الأسر المصرية والتي أيضا لا نعفها من المسئولية ، ولكن يجب أن يكون السؤال هل التعليم الجامعي الخاص هو الحل الذي يساعد على رفع مستوي التعليم الجامعي والبحث العلمي ويساهم في تقليل الحمل على التعليم الجامعي الحكومي لصالح الطالب والعملية التعليمية ؟ وبالطبع تكون الإجابة لا
ومع ذلك فلا الدولة إستفادة من المصروفات الخيالية والباهظه لهذه الجامعات ولو بالقدر القليل لإصلاح وتطوير التعليم الجامعي الحكومي ولا إفراز خريجين علي مستوي من الأداء الفني والمهني المميز ولا تحسين لمستوي البحث العلمي بين الطلاب ، بل أفرز في غالب الأمر خريجين على مستوي أضعف من المتوقع برغم الإمكانيات المتاحه في هذه الجامعات ، وليس هذا فقط بل
وجدناهم أصبحوا يمثلون حملا زائدا على الدوله لضعف مستوياتهم ولمزاحمتهم لخريجي الجامعات الحكومية في التوظيف ، في الوقت التى تعمل فيه الدولة على تقليص الوظائف في الدولاب الحكومي المكتظ بموظفين ليس لهم أماكن وليس لهم أعمال وهذا من خلال التصريحات التي تطل علينا بها الحكومه من آن لأخر ولا يوجد لها حلول تساعد علي تطوير منظومة العمل الحكومي وتقديم الخدمات ، ومع كل ذلك نجد على أرض الواقع ما يخالف هذه التصريحات فبزيارتك الي المستشفيات الحكوميه تجد أعداد من الأطباء يفوق الإحتياجات الطبيعيه للمستشفيات ومع ذلك لا توجد خدمات وكذلك إذا نظرت إلى الصيدليات الخاصه بالمستشفيات فستجد أن أعداد الصيادلة يفوق عدد الأدوية الموجوده بالصيدليات، وبالبحث تجد أن أغلبية هؤلاء من خريجي الجامعات الخاصة التي أصبحت تصدر لنا مشكلات جديده وأعباء دون المأمول منها ، هذا بجانب ضعف المستوي المهني والفني ، ومع أنه من المنطقي أن أغلبية الأسر التي تستطيع إلحاق أبنائها بهذه الجامعات الباهظة التكاليف تستطيع أن توفر لهم مصادر للعمل الخاص والمنتج والمربح لأبنائها بعيدا عن تحميل الدولة أعباء إضافية ، وفي الوقت الذي تحاول الدولة التخلي عن أدوارها الأساسية التي كفلها الدستور كحق للمواطن من تعليم وصحه وحياة كريمه نتيجة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد ،
ومع ذلك يجب علي الدولة بذل الجهد في تصدير ثقافة التعليم لبناء الشخصية المتكاملة التي تستطيع مواجهه التحديات وخلق فرص عمل جديده بعيدا عن الدولة وتعمل علي إيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية والتي نجد أن جزء كبير منها يكون ناتج عن سوء منظومة التعليم والثقافه والإنتهازية وسلطة أصحاب المصالح ومقاومي التغير ، ومع ذلك وفي ظل المحاولة الجادة للإصلاح نجد بعض القيادات الحكومية وقيادات التعليم وبعض المحافظين يحيدون عن مسارتهم من أجل الظهور الإعلامي فمنهم من يقوم بأعمال لاتحقق الأهداف الموضوعه مثل إعداد ملتقيات للتوظيف التي تسهم في زيادة الاحتقان نتيجة أنها تلعب بمشاعر وأحلام الشباب وان كانت مشاعر خاطئه تعتمد على الثقافه المرسخه لدي الشباب من أن التوظيف الحكومي هو التوظيف الذي يجب أن توفره الدولة بمبدء (إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه) وينتج عنها كوارث حيث يصطدم الشباب بأن العمل يكون في مطاعم وشركات كأفراد أمن ومندوبي مبيعات وغيره ، ومع مشروعية هذه الأعمال لكنها لا تحقق الهدف الذي يقبل عليه الشباب لحضور هذه الملتقيات وهي إعتقاده أنها توظيف حكومي نتيجه لإعلان يتم بقصد أو غير قصد في إظهار ذلك ، ويتحمل تبعياته الأمن الذي يكون في المواجهه نتيجه التخطيط والتنظيم الخاطئ ، ويكون من الأفضل أن تقوم الجهات التنفيذيه بدل من تنظيم هذه الملتقيات التي لا تحقق الهدف المرجوا منا وتسبب المشاكل الكبيره ، تقوم بالبحث في الطرق التي تسهم في نشر الوعي الثقافي في تغير المفاهيم الخاطئة عن ثقافة العمل وتعديل طرق التوظيف بالقطاع الخاص لإلزام هذه الجهات بتقديم مميزات وضمانات تماثل العمل في القطاع الحكومي ليكون الإقبال عليها مماثل ومغيرا لثقافة العمل الحكومي ليكون التطوير في القطاع الخاص معين لحل الأزمة الاقتصاديه والمساهمة في زيادة الإنتاج ، وهذا يحتاج إلي فكر ورؤيه حقيقيه وإختيار جيد لقيادات لها القدره علي التغير والإبداع ، وهناك الكثير والكثير من الحلول التي ستجدها في كلام مصاطب.