ما حاول الإنسان الإنتصار في حرب أقوي وأشرس من الصراع مع نفسه التي بين جنبيه من أنتصر فيها فقد نجا ومن هزمه هواه فقد هلك دائما ما تحاول أن تأخذنا في طريق الهلاك وقليل فقط من يقف ويحارب شهواته ونزواته ويرغمها أن تكون صالحة الكل إلا استثناء بسيط جداً ضعيف وضعيف جداً أمامها دائما الإنتصار لها وما دخل ابن أدم صراع معها إلا وكان فيه خاسر لأسباب بسيطة جداً وهي أنها لا تطلب إلا الملذات من الدنيا تأخذك إلي شهوة المأكل والملبس والترف تريد التنعم بكل شيئ متاح وغير متاح حتي نحن ننصاع لها في كل طلباتها فمن يكره التنعم في الملذات والشهوات وهنا نجد من توافق هواه مع هواها هلك ومن وقف وتمسك والتزم نجي فهي لا شك أكبر الأعداء لك ولي ولنا جميعاً لا سلامة من غير الوقوف في وجهها وضد رغباتها ويظهر هذا جليا في رمضان حيث تكون الشياطين مصفده فمن يوسوس لنا في رمضان غيرها ونجد أنها أخطر من الشيطان الذي يبتعد عنا بمجرد أن نستعيذ منه ولكن كيف النجاة منها وهي ما سلطت إلا لهلاكنا نسأل الله أن يهذب نفوسنا وأن يجعله هواها يوافق ما جاء به سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وأن يحفظنا هو ولي ذالك والقادر عليه