طفولة تحت الأنقاض

طفولة رأت الممات

طفولة بصرخات الهلاك

طفولة هاربة خاوية بلا ستار

أصبحت عارية وطفولتى

فالطرقات تتسكع وأنادى

أين المأمن الأم الأب الأخوات

أين لعبي أين ضحكاتى

كنت هنا بسقف يحمينى

كنت اتذكر حنانك الدافي الصافي

يا اماه لماذا البكي يحتضن ملامحى

الطفولية البريئة يا أماه

‏أين انتى الخوف يحتضنى

أرجوكى أسمعينى أراكى

كحلم وستيقظينى نحن

كنا من ساعات فوق الأرض

في بيوتنا لما انقلب الحال هكذا

وتحكى لي قصة من خيالك

وانا بجوارك نائمة كنت أشعر

بمحبتك وهدهدتك الناعمة

لا تتركينى كونى معي بتلك اللحظات المرعبة لتطمئنينى

وانزعي عن وجهى الأتربة

وأمسحي عنى ادمعى

هم انتزعوها الجبابرة دون رحمه

ويد العون والمساعدة

أعلم أن هذا قدرنا

لكن لماذا نحن الموت يختارنا

نختبىء من الرصاص والبنادق

والدبابات والقذف والهدم والصراعات

لماذا ورائنا المذلة يا أماه هذا مصيرنا

لماذا نحن نفقد ونفقد

ولا رحمه تمس قلوبنا

زلزال منذ ولادتنا يرافق طفولتنا

وكبارنا وشيوخنا ولا يصل لحكامنا

نحن ما ذنبنا يا اماه اتوسل لكى

خبرينى قبل دقائق اليتم تزورني

لما النهاية بدئت بعد ساعات ولادتى

ولا اعلم عنك شيىء ولا عن احبتى

أندلع نيران الفراق وهزنى زلزال قاسي

هدمنى وهدم كل سعادتى

والأحداث تراودنى وستبقي في ذهنى

رحم الله كل من ذاق الفراق والممات

والله في عون كل نفس

وكل من ذاق طريق الهلاك

هذا المصير ليس منه نجاه ولا مفر