في ذكري عيد الظهور الإلهي أو عيد الغطاس كما نطلق عليه يحضرني السؤال لماذا اعتمد المسيح في نهر الأردن ولماذا كان يوحنا يعمد الناس فيه؟
وقد وجدت في إجابة السؤال إجابة لسؤال آخر وهو : لماذا نعتمد في كتابنا المقدس علي العهدين القديم والجديد ولماذا لم نكتفي بالعهد الجديد بعد مجئ السيد المسيح ؟
إن عبور بني إسرائيل بقيادة يشوع لنهر الأردن " بعد موت موسي" كان هو السبيل الوحيد للوصول إلي أرض الموعد ولكن كان هذا العبور أمرا يكاد يكون مستحيلا وهم لا يملكون ما يجتازوا به فكان أمر الله أن يضعوا تابوت العهد في الماء فانشق النهر نصفين وعبروا إلي الضفه الأخري منه متجهين لأرض الموعد.
وحين نزل السيد المسيح إلي نهر الأردن حدث نفس الأمر لكن بصوره مختلفه فقد أنفتحت السماوات وظهر الروح القدس مثل حمامه علي رأس المسيح بينما كان صوت من السماء " هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت" وهذا سبب تسميته بعيد الظهور الإلهي لظهور الثلاث أقانيم مجتمعه .
فإذا كان الوصول إلي ارض الموعد يحتاج لتابوت العهد كي يستطيع بنوا إسرائيل عبور نهر الأردن فإن الوصول إلي ارض الموعد الحقيقيه يحتاج إلي السيد المسيح كي يفتح لنا السماء للدخول مرورا بنهر الأردن" الذي يمثله جرن المعموديه الآن".
أما السؤال الثاني فهو لماذا الماء ؟
في بداية الحياه وقبل بدء الله في عملية الخلق لم يكن هناك سوي الماء والروح بدليل الآيه " وكان روح الله يرف علي وجه المياه"
وحين تجدد العالم بالطوفان كان هذا أيضا بالماء
اذاً التجديد والتطهير يكون دائما بالماء، أما الخليقة الجديده فهي تكون باتحاد الماء بالروح وهذا ما يحدث بالمعموديه.
حين تحل علينا روح الله القدوس نصير في المسيح يسوع خليقه جديده ونسمع الصوت القائل هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت ، وما أجمل سماع ذلك الصوت الذي وان لم تسمعه يوم معموديتك وانت طفل إلا انك تستطيع أن تسمعه يتردد داخلك طيلة أيام حياتك ليعيطيك الطمأنينة والراحة والسلام والتعزيه في أوقات كثيره وليذكرك بانك إبنه الحبيب وموضع مسرته فجاهد أن تفعل ما يسر قلب أبيك السماوي.
كل عام وجميعنا ( مسلمين ومسيحيين ) بألف خير وسلام وفرح