إن النظافة من صفات المؤمن، إلا أنه المؤمن من صفات إيمانه أن النظافة تتعلق ببدنه، وتتعلق بثوبه، وتتعلق ببيته وأثاث بيته، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما روى عن سعد رضى الله عنه " إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافه، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود " رواه الترمذى، فالمؤمن إذا دخلت إلى بيته تفوح من بيته رائحة النظافة، فإن النظافة لها رائحة، والتنظيف المستمر للبيت يشعر براحة، وقال المناوى في قوله صلي الله عليه وسلم"الحلال بيّن والحرام بيّن " هو إشعارا بأن أكل الحلال ينوره ويصلحه، والشّبه تقسيه" فآكلو الحرام قساة، جفاة، نزع الله تعالى من قلوبهم العطف والشفقة، فلا يرحمون فقيرا، ولا يعينون محتاجا، وأيضا من العواقب هو منع الاستجابة، فالحرام حاجز يمنع قبول الدعاء.
وتحقيق الإجابة، فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم "الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذى بالحرام، فأنّى يستجاب لذلك؟" رواه مسلم، ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه "بالورع عما حرم الله، يُقبل الدعاء، والتسبيح" ويقول العلامة ابن رجب "أكل الحرام، وشربه، ولبسه، والتغذى به، سبب موجب لعدم إجابة الدعاء" وأيضا هدم الأعمال، فيكون أكل الحرام سببا في تعطيل الأجر على العبادات الأخرى، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم"لا تقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول" رواه مسلم، ويقول ابن عباس رضي الله عنه "لا يقبل الله صلاة امرئ في جوفه حرام" ومن جميل قول وهب بن الورد "لو قمت في العبادة مقام هذه السارية، لن ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل في بطنك، حلال هو أم حرام"
ويقول بعض السلف "إن الرجل إذا تعبد، قال الشيطان لأعوانه انظروا من أين مطعمه، فإن كان مطعم سوء، قال دعوه يتعب، فقد كفاكم نفسه" وأيضا من العواقب لأكل الحرام هو الإحساس بالخزى والذل فآكل الحرام يذل نفسه، لأنه يعيش على ظلم غيره، وأكل أموالهم، والاعتداء على حقوقهم، فقلبه بالخزي يعتصر، ونفسه من الحق تشمئز، فيقول النبى صلى الله عليه وسلم "والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" رواه مسلم، وأيضا حرمان تعدي أثر الطيب إلى العقب، بحيث يحفظ الله النسل، ويبارك فيه، وقال ابن المنكدر رحمه الله "إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده، وولد ولده، والدويرات التي حوله، فما يزالون في حفظ من الله وستر" ومن أحد المظاهر البارزة في أكل الحرام، والذى أخذ فى نخر بنية المجتمع بشكل فظيع، والتهم أموال المغفلين بالباطل.
فتفاقمت الأحقاد، وانتشرت العداوة، وكثرت الخصومات، إنه "القمار" الذى ما دخل بيتا إلا أفسده، ولا تمكن من قلب إلا أهلكه، ولا استشرفت له نفس إلا أفلست، فقال تعالى "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون" وإن ما يجري الآن، هو امتداد لعلمنة القمار، الذى أفسد المجتمعات الغربية، وأرادوا منا اقتداءهم في هذا الفساد، الذى جعل المدمنين منهم يصلون درجة تسمى بالقمار المرضي" وقد صنف خبراء منظمة الصحة العالمية، الهوس بالقمار مع أمراض الإدمان، ويوجد بعض المستشفيات في الغرب متخصصة في معالجة إدمان القمار، الذي أصبح مشكلة اجتماعية متفاقمة عندهم، حيث أوضحت دراسة أعدتها "جامعة هارفارد" أن من أعراض هذا المرض أمورا منها الاكتئاب والتوتر الشديدان، وفقدان القدرة على النوم، وهذا يؤدي إلى الهروب من الواقع إلى عالم المخدرات، وفقدان التواصل، وربما الانتحار.