اعلن الدكتور محمد حجازى المستشار السابق لوزير التعليم العالى ومستشار جامعة هليوبوليس عن إستمرار مشاركة جامعة هليوبوليس بمؤتمر التغير المناخ من خلال عرض المشروعات البحثية وعقد ندوات وشراكات وإتفاقيات مع العديد من الجهات المصرية والافريقية والدولية، وقد نالت تلك المشروعات والمبادرات على استحسانا دوليا من خلال المؤسسات والجهات الدولية المشاركة بالمؤتمر .
حيث تشارك جامعة هليوبوليس بالمؤتمر من خلال السيد حلمى ابو العيش رئيس مجلس أمناء الجامعة ورئيس مجموعة سيكم والجمعية المصرية للزراعة الحيوية، ومشاركة فريق بحثى متكامل بإشراف د. ثريا سعدة والدكتور احمد الشاذلى والدكتور محمد انور ، وذلك في إطار استضافة مصر مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ 2022، بمدينة شرم الشيخ في الفترة من 6 حتى 18 نوفمبر الجاري .
وتأتي مشاركة جامعة هليوبوليس في المعرض بعدد من المشروعات البحثية في مجال الزراعة العضوية وطرح مبادرة السندات الكربونية، هذا بجانب المشروعات الرائدة التي تقوم بها الجامعة، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الأنشطة والمشاركات .
وأضاف دكتور محمد حجازى بأن المشروعات والنماذج البحثية التي تشارك بها الجامعة تتميز بأنها مشروعات صديقة للبيئة وتهدف بشكل أساسي إلى خدمة الاقتصاد الأخضر ومساندة الناتج القومى ، حيث بات الحديث عن وقف استخدام المزارعين للأسمدة والمبيدات الكيماوية ضروريا. وأصبح التحول إلى الزراعة العضوية تحديًا فارقًا، خاصة مع إطلاق مصر قانون جديد للزراعة العضوية مطلع مارس الماضي .
وأشار الدكتور محمد حجازى الى أن " السندات الكربونية" هو المصطلح العلمي للزراعة العضوية.. وتهدف هذه السندات للحد من تأثيرات تغير المناخ، ويحقق أضعاف المحصول ويدر عائدا ماديا للفلاح ويوفر غذاءً صحيا .
ومشروع استحداث سندات الكربون من أجل التكيف مع تغير المناخ في قطاع الزراعة، هو أحد المشروعات الفائزة فى مسابقة المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، والتى عقدت تزامناً مع إستضافة مصر لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP 27 لتحقيق التنمية المستدامة تنفيذاً لرؤية مصر 2030م .
وأضاف الدكتور محمد حجازى بأن هذه الفكرة تعد نقلة علمية وحضارية حقيقية سيشهدها قطاع الزراعة كواحد من أهم المجالات فى مصر، والذى سيعود بالنفع على البيئة والمجتمع فى نفس الوقت، بداية من الفلاح البسيط الذى سيحقق عوائد مادية عالية نتيجة استثمار الشهادات الكربونية، والمواطن الذى سيتوفر له أغذية طبيعية وصحية خالية من أي سموم أو مبيدات ضارة، والمستثمر المساهم بالمنظومة وكذلك الحد من التغيرات المناخية والعودة إلى معدلات المناخ الطبيعية بعد تقليل أكثر من مليون و500 ألف طن ابتعاث كربوني ضارة سنويا .
ومشروع استحداث سندات الكربون هو نتاج فريق بحث علمى بإشراف الدكتورة ثريا سعادة مدير معمل البصمة الكربونية بجامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة.، وتتلخص الفكرة فى احتفاظ الابتعاثات الكربونية الناتجة من النباتات داخل التربة عن طريق العودة إلى استخدام الزراعة العضوية وترك المبيدات والأسمدة الكيماوية الضارة لصحة الإنسان.
وأضاف الدكتور محمد حجازى بأن كل فدان واحد من الزراعة الأورجانيك يستطيع أن يحتفظ داخل التربة من طن إلى 3 طن من ثانى أكسيد الكربون والغازات أخرى فى السنة وبالإضافة إلى الأشجار حول مزرعته الواحدة منهم تثبت 30 كيلو كربون، بعكس نظيره الغير عضوية الذى يبعث بكل هذه الكميات فى الجو وبالتالى توثر على المناخ .
وأن المزراع يقوم بجمع كل المخالفات العضوية من الزراعة ومواد أخرى مع روث من المواشى الخاصة، يخمرها بطريقة معينة ليصنع سماد عضوى "الكومبوست" الذى أطلق عليه اسم " الذهب الأسود الفلاح، وهو "سماد غنى بالمواد الطبيعية التى تعمل على إعادة تسميد التربه، وبذلك يمنع انبعاث الأطنان من الغازات الضارة فى الجو ويحتفظ بها فى التربة .
وأنه بآخر العام يتم قياس نسب الكربون فى الفدان الواحد وتقديرها التى تصل من طن إلى 10 أطنان، ويحصل المزراع على شهادة البصمة الكربونية و هى لها سعر فى السوق، حيث يستطع بيعها بمبلغ يصل إلى 500 جنيه فى الطن الواحد، بالتالى يحقق عائد 5 آلاف جنيه، بالإضافة إلى عائد من محصولة الاورجانيك الذى قام بتسويقه وبذلك يكون حقق عائد كبير مما سيحسن مستواها المعيشى، ويوفر أغذية صحية للمستهلك .
وأشار الدكتور محمد حجازى إلى أن العالم اليوم يعيش حالة خوف بسبب التغيرات المناخية، وتأثيرها على الحياة بالكرة الأرضية، وأجرينا العديد من الأبحاث العلمية على مدار سنوات لإيجاد حلول لتحدى تغير المناخ، من بينها مشروع سندات الذى فيه البطل هو الفلاح البسيط الذى سياهم فى الحد من التغيرات المناخية وبالإضافة زيادة داخلة فى نفس الوقت .
وأضاف الدكتور محمد حجازى أن هناك ثلاث مميزات لهذا لمشروع أولها المساهمة فى الحد من التغيرات المناخية بشكل كبير، وتحسين الصحة العامة من خلال توفير غذاء صحى وامن وتحقيق عائد وتحسين المستوى المادى المزراع، وأن المشروع تم تطبيقه فى البداية داخل مزراعنا لمدة ثلاث سنوات، ثم على مدار العامين الماضيين تعاملنا مع أكثر من 2000 مزارع من الشرقية ومختلف المحافظات، والذين طبقوا الزراعة العضوية، والذى حقق لهم عوائد مادية عالية من شهادات الكربون بالإضافة إلى انتاج زراعات طبيعية عالية الجودة تم تسويقها، لافتا أن خطتنا خلال عامين القادمين أن يصل العدد المستهدف من المزارعين إلى 40 ألف مزارع، والتعاون مع الجهات المعنية التنفيذية، لتدعيم المزارعين توعية المجتمعية بمشروع الشهادات الكربونية .