لا أعلمُ متى سأرحل عنكم،،،، ولكنني تركتُ حروفي تتحدث معكم عندما ألفظ أنفاسي الأخيرة و يتوارَى جسدي في التراب ،،، لعلها تنيرُ قلبَ إنسانٍ ؛ فيتذكرُني في لحظة استجابة ،،، ويدعو لي بأن أكونَ في النعيم عند عزيزِِ مُقتَدِر ، قضيتُ عمري،، وقلمي هو سلاحي الوفيّ،، الذي أحارب به ظلمةَ الأيام وقسوتها، حرصتُ أن أرسُمَ به حروفا تنبض بالحياة ،،وتتحدى اليأس، ، تمنيتُ لو ألّفتُ ألفَ كتابِِ قبل مماتي،، يجرد الشرَّ من قناعه ،وينبعُ الخيرُ من بين صفحاته ، فحروفي تعبِّرُ عنّي،، فمن يعرفني زادت معرفتُه بي، ومن لا يعرفني ها هو الآن يقرأُ قصتي،، ويرى صفاتي و قيَمي ونهجِي بين سطوري التي خططتُها بيدي ،،، وسيدرك وقتذاك ما هي رسالتي التي عِشتُ من أجلها -لعلها تنفعه- وعزمت أن تصل لكل قلبِِِ شعَر بذاته، وحياته في حروفي ، رسالةُ أملٍ وخيرٍ وسلام ،، رسالةُ مشارَكة وجدانية في الأفراح والأحزان ، رسالةٌ تعبِّر عني وعنكم، وتبوح بمشاعرنا ، رُبَّما قلمي سيظل فقيرا أمام ما تمنيتُه ولن يسعَني العمرُ كي أكتبَ لكم كل ما أردتُه ، ولكنّي إلى أن تصعدَ رُوحي لربِّ العباد سأظل مخلصةََ في التعبير عن آمالكم ، والشعور بأوجاعكم ، القلمُ وردةٌ تعطرُ الكونَ بالبهجةِ والأمل ، والقلمُ عندما يسمعُ أنينَكم يتحول إلى مِدادٍ مختلِطٍ بدمائِكم ، يتحدث عنكم بحروفه النازِفة حتى يُطهرَكم من هذه المعاناة ، وتهدأَ الآلامُ، ومهما عصفت الرياحُ بكلماتي فلن تتجردَ من معانيها ،، أتمنى أن أموتَ في صمتٍ لا أريدُ مدحََا، بل دعاءََ صادقا ،،كلما تذكرتموني ،ولو بكلمةٍ طيبة أسعدَتْ قلوبَكم ولو بحرفٍ ساهَم في تخفيفِ مصيبتِكُم
لا أريدُ أن أرى دموعَ الأحبةِ عليَّ، ولكنْ أريدُ أن أسمعَ رنينَ ضحكاتِكم الصافية لعلها تصلُ إليَّ فتثلجَ صدري ، أتمنى من جيلي وكلِ الأجيال من بعدي، أن تستكملَ رسالتي وأن تصنعَ فارقا في حياةِ مَن حولها ، وتحافظ على إنسانيتِها، وتكملَ الطريق إلى النهاية ، وتجلبَ مع كلِ خطوةٍ لها نجاحا وحُلما جديدا مدافعةََ عن مبادئها، لا تتركها قَط حتى يأتيَ موعدُ الرحيل ، كونوا عونا لغيركم وادعمُوا الحق ولو كان الثمنُ حياتكم ، واكسروا شوكةَ الباطل فلا تقومُ له قائمةٌ؛ ليعلمَ الجميعُ أن المبادئَ واحدةٌ والعمرَ واحد،ٌ وبأن رسالةَ الإنسان في الحياة غيرُ قابلةٍ للبيع ولا الشراء، لا تتخلَّوا عن أحلامِكم حتى لو حاول الكثيرُ هدمَها؛ فأنتم الأقوياءُ والشرُ مهزومٌ لا محالة ، كونوا منبعا للحبِ والسعادةِ، كلما حللتُم على قلبٍ ارتوى من فيضِ خيرِكم ، لا تتركوا ضعيفا في شدة ولا تنصروا قويا في تجبرِه وظلمِه وتذكروا أن الحياةَ اختباراتٌ فاجتازوها بسلام ،،، قلمي كان كياني ومسكَني وسرَ نجاحي وبصمتي وأحرفا من الحب واللّين ،ينثرُها على الورق الأبيض لتصفوَ القلوبُ، ويضحك وجُه الحياة ، كان شريكي في ضعفي وقوتي ،وسمعَ صوتَ بكائي وضحكتي، وواجَه معي عقباتِ حياتي كما شهدَ على إنجازاتي ، فأنا لا أخشى الرحيلَ ولكنني أودُّ أن أتركَ بصمةََ -لا تذهبُ معي- ، فحينئذٍ اقرؤوا حروفي جيداً حتى لا أغيبُ عنكم ولا ينقطعُ حبلَ المودةِ بيني وبينكم ، وابتسموا !!