خرجت المانيا بعد الحرب العالمية الثانية مدمرة بما يقرب ٩٥ ٪؜ من البنية التحتية والمنشآت العامة اي خرجت شبه خراب شامل ولكن بعد ١٥ عام بدأت المانيا تتحول من الخراب الى العمار لماذا وكيف ؟
اولا اهتمت المانيا ببناء الانسان قبل بناء المصانع والمنازل .
فركزت على التعليم بشكل عام والتعليم المهني الفني بشكل خاص
بدأت الصناعة الألمانية بالإبداع مجددا تاركة باب التطوير والبحث العلمي مفتوحا لكل من يرى في نفسه القدرة .
واليوم تحتل ألمانيا المراتب متقدمة عالميا بعدد براءات الاختراع المسجلة.
ومرتبة متقدمة عالميا في براءات الاختراع الصناعية.
لاهتمامهم وتقديمهم كل الخدمات التعليمية المجانية للطلبة وتركيز على التعليم الفني المهني بما يناسب الطالب .
لذا تجد ٥٪؜ فقط تقريبا لديهم درجة الدكتوراه .
ولكنهم مجتمع صناعي متقدم جدا جدا .
بينما ترى في بعض المجتمعات يصنفون الكليات الى كليات قمة وصفوة وما الى ذلك من المسميات مع الاهمال المتعمد او غير المتعمد للتعليم المهني .
ولو نظرنا نظرة موضوعية الى سوق العمل سنجد إننا بحاجة الى جميع المهن وجميع التخصصات فكل عامل في مهنته مهم وبهذه المهنة ينفع نفسه وينفع مجتمعه .
ولننظر الى عامل النظافة الذي يقوم بتنظيف العمارات والشوارع من القمامة هذا العامل له دور كبير في خدمة المجتمع .
ولا يحتقر هذا العامل إلا غافل متكبر لا يعي اهمية دوره .
لو فرضنا جدلاً ان عمال النظافة انقطعوا عن العمل ماذا سيحدث ؟
سوف تتراكم القمامة والقاذورات في الشوارع .
وماذا سينتج عن تراكم القمامة ؟
خروج الفئران والآفات والحشرات الضارة وانبعاث الروائح الكريهة الضارة والمناظر التي نكرهها وانتشار الاوبئة والامراض وما الى ذلك .
كل من هو ماهر في صنعته يؤديها بإتقان وتفاني فهو قمة وهو نجم .
فنحن كما نحتاج الى الطبيب البارع والمهندس الماهر والمعلم المخلص والكاتب ورجل الشرطة ورجال الجيش …الخ نحتاج كذلك العامل البسيط الصحي والنجار والكهربائي والميكانيكي …الخ
فنحن في مجتمع نخدم بعضنا بعض كل منا يحتاج الاخر .
لذا ارى ان ننظر الى سوق العمل واحتياجاته وبناءاً على الدراسات المستفيضة المتقنه الموضوعيه ومن خلالها نركز على التعليم الفني المهني بطريقة علمية بحته ليخرج لنا صناع للحضارة والتقدم والنهضة الصناعية الحقيقية .
ولا نهمل التعليم العام ولكن نقننه وفلا يتخرج لنا آلاف ممن يحملون الشهادات العلمية في مجالات شتى ولا يستوعبهم سوق العمل فنخلق البطالة في المجتمع .