قال الكاتب والمفكر حسن إسميك، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وحسن نصر الله، يتشاركان في سمة أهم بكثير: كلاهما يريد لبنانًا قويًا وصحيًا، وخالٍ من الحرب والتأثيرات الخارجية.
وأوضح إسميك، أنه من المصادفة أن ميلاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يتوافق في 31 أغسطس، وربما يكون ذلك علامة على أنه يمكن لهذين الزعيمين العمل معًا لتحويل حزب الله إلى منظمة سياسية غير مسلحة شخصية لبنانية وهوية عربية تنزع نفسها من النفوذ الإيراني إلى الأبد؟.
وأكد إسميك، أنه يتمنى إنقاذ محمد بن سلمان، للبنان من أزماته وأن يقنع حزب الله باحتضان هويته العربية بالكامل؛ وهذا لن يكون سوى مقدمة لقيادة ولي العهد الناجحة في كبح التعنت الإيراني في المنطقة، واحتواء جماعة الحوثي، والحفاظ على اليمن، واستعادة العلاقات العربية الطبيعية مع دمشق وبغداد.
وأكد إسميك، أن لبنان بحاجة إلى كل المساعدة التي يمكنه الحصول عليها؛ فعلى مدى العامين الماضيين، عانى لبنان من أزمات سياسية وأزمة اجتماعية واقتصادية يصفها البنك الدولي بأنها "واحدة من أسوأ ثلاث أزمات مالية شهدها العالم" منذ 150 عامًا، حيث فقدت العملة اللبنانية أكثر من 90٪ من قيمتها ويعيش أربعة من كل خمسة لبنانيين الآن تحت عتبة الفقر وفقا للأمم المتحدة.
وأشار إلى أن حزب الله، الذي شكله فيلق الحرس الثوري الإيراني عام 1982، يحتفظ بأقوى قوة عسكرية في لبنان، ويدير مدارسه ومستشفياته وشبكاته الخيرية، ويشكل مع حلفاء مثل حركة أمل، الفصيل الشيعي السياسي المهيمن في لبنان.
أضاف إسميك، أنه على الرغم من احتلاله لموقف قوي عسكريًا وسياسيًا، سيتعين على حزب الله قريبًا مواجهة موضوعين حساسين قد يؤثران بشدة على الحزب: الانتخابات العامة اللبنانية في 15 مايو والتحقيق في انفجار ميناء بيروت المدمر في أغسطس 2020. وقد لا ينجو حزب الله أيضًا. ما لم تتخلص من جناح الميليشيا.
وألمح إسميك، بأنه رغم عقود من الصراع المفتوح والخفي بين القوى الداخلية اللبنانية، لم يتغير شيء على الساحة السياسية باستثناء الدعوة المتزايدة لنزع سلاح حزب الله المدعوم من إيران؛حيث ازدادت القوة العسكرية للتنظيم عاماً بعد عام ولا يمكن نزع سلاحها بالقوة؛ولكنه حان الوقت الآن لإيجاد طرق أخرى لاحتوائه، وتقييد نشاطه العسكري ، وفك ارتباطه بالنظام الإيراني ، وممارسة سلطته من خلال الانتخابات وليس الحرب.
وذكر أن حزب الله يبطل حاليًا الفرضية القائلة بأن الجماعات المسلحة ستتخلى عن أسلحتها وتنضم إلى العملية السياسية عندما يتم منحها الوصول إلى مناصب صنع القرار، منوها بأنه بالنسبة لحزب الله، فصندوق الاقتراع ليس نعشاً للحركات الثورية المسلحة - إنه مجرد سلاح آخر يستخدمه جناحه العسكري. منذ أن بدأ نشاطه السياسي ، اتخذ حزب الله موقف التعاون والتكامل الاستراتيجي بين جناحه السياسي وجناحه العسكري.