أعاتب الزمان وليس عليه عتاب وأقيس الأيام
بما تحتويها من أحكام ..
أحزان تأتينا ونحن ضعاف
فتغمرنا بالخوف وبالبكاء
من الآتى من مقدرات الأحداث..
نصمد قليلآ ثم ننهزم وننهار..
ليس ضعف مننا ولكنها قسوة الحياة
وشدة الصدمات تشتت الذهن وتعمى العيون
عن كل ما ترأه ..وتزيد الفؤاد أوجاعآ وتغلفة بالآلام..
بين خوف من الرياح وإنهيار ليل فيغطيه ظلام
وقدوم غريب يترنح يمين ويسار
يتلفظ بكلمات ما أثقلها على اللسان ..
يسقط ويقف وأنتظره أنا على ناصية الطريق
كأننا على موعد ولقاء
حتمآ لم يلفظ الليل إنفاسه
ويندثر من ثوبه للنور والأشراق
ولم نسمع صياح الديك إلى الأن!
ولم نرى للصبح نورآ وضياء
وصل الغريب إليى وتفوح من فمه رائحه المنكر
كالبخار وثيابه ملطخة بالطين والتراب
أثر الترنح والسقوط لعدة مرات
وقف أمامي ولا يوجد بالطريق سوانا
وتلك حكمه من الإله ..إردت الهروب
منه فإليه ضاقت كل الطرقات..
أنا وهو وجهآ لوجه نحتمى من الرعد والشتاء
أخافه وأخشى ملامسته كأنه ليس إنسان ..
كم كنت بتلك اللحظة فجآ غليظ القلب
متكبر ملئه الغرور والكبرياء
غرته الوجاهة وإناقة الثياب
فجلس المسكين بالجوار ونظر إلي مبتسمآ
كأنه عرف ما يدور
بداخلي من أفكار وأسرار
خجل البرئ من نفسه ونظرة
طويلآ للسماء وبكى بكاء المذنب
المقبل على الممات
يدعو دون صوت يهمهم
بدموع وأهات وكلمات
وفجأة دون إنذار توقف البرق
والرعد وسكن الجو وصفت الغيوم
من العيون والوجوه قبل القلوب والسماء
فهل تلك إشارة من رب العباد
لعبده من فوق سبع سموات؟
تراي ماذا فاعل أنا الأن؟
فإذا بشيخ يمر علينا وجه
قمر متوهج من نور كألماس..
فيلقى علينا السلام فأرد أنا
ويهمهم الغريب بكلمات .
لم أفهم مغزاها وأخذ للشيخ
يلوح له بيداه فأقترب منه
دون أن يفصح لي ماذا له قال
فكيف لي أن أكف عن الغرق
فيك ..وكل شيئ فيك عميق
تعال وأهدم ما بيننا من أبواب
أنا المتلهف للشوق
وجئت إليك ولا إدري
أتيت أنا من حيت لا إدري
فكيف ملكت القلب وسلبت نبضي
فقل لي كيف الحياة بدونك تمضي
أبصرت ما بين أضلعي
غموضي فى الهوى فاضحي الكتماني
فليس عدلآ أن أحبك بكل هذا العمق
ولا نتلقي نبضآ ووجدان
وحلمآ وخيال
أريد سلامآ يقودني للإيمان
فأطلق لي العنان
لأحلق وحيدآ بالسما