أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن المنظومة التعليمية بكافة عناصرها تعد أحد ركائز تحقيق التحول للإقتصاد الأخضر ، نظراً لأن تشكيل الشخصية والوعي يعدان القوة الدافعة والقادرة على إحداث التغيير في أنماط الإنتاج والإستهلاك المستدامان وخلق كوادر في كافة التخصصات تتمتع بقيم وأسس أخلاقية وعلمية تؤهلها لحماية وإدارة الموارد الطبيعية المتاحة بكفاءة من خلال التقنيات والأدوات الحديثة والمعتمدة على العقول والقدرات الوطنية.
جاء ذلك خلال كلمة وزيرة البيئة فى ختام ورشة العمل التدريبية التى نظمها مشروع " بناء القدرات "المرحلة الثالثة" بوزارة البيئة حول "الحقائب التثقيفية للمعلمين" ، حيث أشارت وزيرة البيئة خلال الورشة إلى أهمية الشراكة بين وزارة البيئة ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى في مصر وخاصة في مجال العمل البيئي والذي أدرك العالم بأسره أنه لن يتم الحفاظ على الموارد الطبيعية والحياة على كوكب الأرض دون الاهتمام بدور المجتمع وخاصة النشء ،حتى تتمكن الأجيال القادمة من التعامل مع تلك العلاقة المعقدة والمتشابكة بين الأنشطة الإنسانية والطبيعة.
وأشارت د. ياسمين فؤاد إلى أن هناك العديد من المصطلحات الجديدة التى طرأت على الساحة خلال السنوات القليلة الماضية كالإقتصاد الأخضر وتغير المناخ والتنوع البيولوجى والتى تشير جميعها الى تحقيق الأهداف الوطنية للتنمية المستدامة مع مراعاة حقوق الأجيال القادمة في الثروات الطبيعية وضمان إستدامة تقديمها لنفس الخدمات البيئية وهو ما تطلب تضمينها داخل المناهج التعليمية وتقديمها بشرح مبسط وميسر على الطلاب لإدراك أهمية الحفاظ عليها، كما تطلب الأمر تطوير وزارة التربية والتعليم للمناهج والنظم التعليمية لمواكبة المستجدات العالمية والتحديات القومية من خلال طالب يدرك تلك القضايا وتداعياتها وتأثيراتها على حياته وأهمية دوره في التصدي لتلك القضايا وتأثير كل سلوك يتبعه على إستدامة الحياة ، مشيرةً إلى إستعداد الوزارة إلى التعاون مع وزارة التربية التعليم لتحفيز الطلاب المميزين للإبتكار والمشاركة في التصدي للمشكلات البيئية.
وأعربت وزيرة البيئة عن سعادتها خلال الإجتماعات التشاورية لمؤتمر التغيرات المناخية cop26 فى ميلانو بإيطاليا ، عندما ناقشت الإجتماعات ضرورة إدراج المفاهيم البيئية داخل المناهج التعليمية وهو ما تم بالفعل تنفيذه فى مصر منذ عام ونصف بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ، موجهةً الشكر لمركز تطوير المناهج التعليمية الذى تبنى هذا الموضوع منذ طرحه.
وأضافت وزيرة البيئة إلى أنه لابد من تنفيذ نشاط تعليمى بيئى فى المدراس كل شهر بالتعاون مع وزارة البيئة وأفرعها الإقليمية ، مشيرةً إلى قيام الوزارة بتنظيم العديد من المسابقات الخاصة بالأعمال الفنية البيئية التي نفذها الطلاب والتي تبرهن على إستيعابهم للقضايا البيئية وقدرتهم على التصدي لها، فعلى سيبل المثال قامت الوزارة منذ عامين بتنظيم مسابقة بالتعاون مع وزارتى الثقافة والتربية والتعليم لتنفيذ أعمال فنية من المخلفات قدم فيها الطلاب أفكار مبتكرة بإستغلال المخلفات الموجودة فى البيئة المحلية لديهم.