صدر حديثا في العاصمة الاردنية عمان عن دار جسور ثقافية للنشر والتوزيع وفي مدينة رام الله بفلسطين عن دار الرعاة للدراسات والنشر كتيب بعنوان (الانتخابات الاسرائيلية اشاعة – كذب – تضليل ) للكاتب والباحث والصحفي المعروف سليم النجار.
يعرض الكتيب للمشهد السياسي وما يتعرض له المجتمع الفلسطيني داخل الخط الاخضر منذ قيام دولة الكيان عام 1948 من عمليات تضليل من قبل عباد السلطة الاسرائيلية حيث لا يستغرب الناظر إلى المشهد انضمام بعض الفلسطينيين لأحزاب متطرفة مثل الليكود أو مضللة مثل حزب العمل ولا يغفل أحد عن ما قامت به إسرائيل منذ نشأتها من تفتيت للمجتمع العربي إلى أقليات متناثرة وتقديم إغراءات لفئة الشباب كدخول الجيش وغير ذلك من الامتيازات الأخرى, ومن هنا يأتي دور المثقفين الفلسطينيين والمفكرين في كسر هيمنة الأحزاب المتطرفة مثل اليمين. كما ويركز الكتيب على دور الإعلام في المجتمع الاسرائيلي من خلال ترويج الأفكار المستهلكة والغير قابلة للصرف بالإضافة إلى أنه إعلام لا يقوم على الموضوعية ونقل المعلومة دون توظيف سياسي لها كما أنه يحترف الكذب وأكبر مثال عليه توظيف الإعلام لقضية التطبيع مع بعض الدول العربية اتجاه عرب الداخل كما قامت بتوظيفه في الصراعات الداخلية الاسرائيلية. أما ما يخص الانتخابات الاسرائيلية فإنه يفتح أمام المرشح الاسرائيلي بينما يهمش المرشح العربي ويغيبه عن الساحة. والمطلع على الوضع الداخلي يلاحظ بأن اليمين المتطرف هو الذي يمتلك مفاتيح التوازنات لذلك فإن الكنيست القادم لن يختلف عن الحاضر.فاين هي الديمقراطية التي تتبجح بها إسرائيل والمطلوب من الجمهور العربي المشاركة فقط من أجل المشاركة والمعلوم أن علاقة العربي الفلسطيني بالانتخابات التي فرضتها الدولة المستوطنة هي علاقة ضحية وجلاد, غير أن فلسفة الانتخابات هي إبقاء الفلسطيني خارج سياق ثقافي واجتماعي وتاريخي ووصفه بأنه كائنا محتاجا ويسلط الكتيب الضوء على كيفية التعاطي مع الأعضاء العرب في جلسات الكنيست واتهامهم بالخيانة والجاسوسية بل ويذهب المتطرفون منهم إلى طردهم من الكنيست وأن وجودهم خطأ كبير.وذهب الكاتب إلى ذكر موقف العرب الفلسطينيين من الانتخابات الاسرائيلية فما بين معارض يرى بأن المشاركة هي تفريط في الحق العربي وما بين مناصر لخوضها يتولد التناقض بين الرؤى الفلسطينية وهذا يساهم في إضعاف الشعور القومي العربي. والدارس للمسارات التي اتخذتها الحركة الصهيونية منذ نشأتها سيجد أن الأحزاب أقامت وطنا, وما بين التصلب والمرونة في الآراء إلا أنها تصب في النهاية جميعها في تحقيق الاستراتيجية العليا لما يسمى إسرائيل العظمى. أما الأحزاب العربية فهي مصابة للأسف بالعمى الايديولوجي في تناولها للموضوع الصهيوني من أجل انتاج المعرفة وإعادة إنتاج الفكر الفلسطيني المقاومة التي تعمل عليها الدولة الاسرائيلية ليل نهار. ولأن الانتخابات التي تجريها الحركة الصهيونية هدفها تثبيت المفهوم السياسي والفلسفي الذي يقول بأن عودة اليهود إلى فلسطين وعدا إلهيا وليس بناء على وعد بلفور وما مشاركة العرب إلا كومبارس لهذه المهزلة , كان لا بد للفلسطينيون التوجه لهذا المشروع الذي لا بد من أن تتبلور في ظل التجارب التي مارسوها خلال مشاركتهم في الانتخابات الاسرائيلية التي أعطتهم خبرة غير قليلة في كيفية التعامل مع هذه القوى الاستعمارية الإحلالية . ونرى بأن البعض يرى بأن هذه الانتخابات ما هي إلا لعبة صهيونية ويروا بأن المقاطعة هي أحدى أدوات التغيير السياسي , وهنا لا بد من توجيه سؤال لهم, أليس هذا الطرح السياسي عدمي ولا طائل منه؟ أليس من الأفضل أن لا ينعزل الفلسطيني عن منطقة حيوية يمكن الاستفادة منها؟ ولم نضع الفلسطيني مكان الهنود الحمر في أمريكا. لذلك يجب التفكير جديا في ما يسمى بالاتنتخابات الاسرائيلية لا من باب المقاطعة أو نكران الواقع بل من باب التفكير بأدوات جديدة ومبتكرة لمواجهة هذا العدو الإحلالي.