قال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة بأبوظبي بدولة الإمارات، وعضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية: إن بيت العائلة الإبراهيمية يجسد أهمية التعايش بين الأديان مع الحفاظ على خصوصية كل دين، ويبرز رؤية الدولة للأخوة الإنسانية ونجاح جهودها في ترسيخ ثقافة ومبادئ التعايش السلمي ضمن النسيج الثقافي المتنوع الذي يتميز به مجتمع الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح المبارك، أن مهمتنا في الإشراف على تنفيذ هذا المشروع التاريخي، تعد فرصة ملهمة وشرف عظيم حيث يعكس جهود دولة الإمارات في تطبيق وثيقة الأخوة الإنسانية وتعزيز مبادئها السامية.
وأضاف أن إطلاق أسماء فضيلة الإمام الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، وموسى بن ميمون، على دور العبادة الثلاثة إنما هو عرفانًا وامتنانًا لمواقفهم ورسائلهم الواضحة لإعلاء قيم الأخوة الإنسانية، والتعريف بجهودهم ومبادئهم التي تعد رسائل محبة وسلام تستفيد منها الأجيال الحالية والقادمة في جميع أنحاء العالم".
وأكد أن مشروع "بيت العائلة الإبراهيمية" يمثل في أبوظبي معلمًا حضاريًا ومركزاً للحوار والتفاهم بين الأديان، وفضاءً ملهمًا للتثقيف وممارسة العبادات، كما يرمز لقيم التفاهم والتعايش السلمي، ويجسد المبادئ والمشتركات الثقافية للديانات الإبراهيمية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية.
وأشار إلى أنه تم إنجاز نحو 20% من الأعمال الإنشائية للمشروع والتي المقرر اتمامها في عام 2022.
ولفت إلى أن تصميم "بيت العائلة الإبراهيمية" يتميز بعمارته الهندسية البديعة التي تتكون من ثلاثة مكعبات تستحضر ملامح العمارة التقليدية الخاصة بالديانات الثلاث وتبرز في ذات الوقت عناصرها الجمالية والهندسية المتفردة.
وقد تم خلال مراحل التصميم إشراك أعضاء المجتمعات الدينية من جميع أنحاء العالم لتقديم رؤيتهم ومشورتهم بشأن كل من المباني الثلاثة، وذلك لضمان اتساقها والتزامها بمتطلبات كل دين وتعاليمه، وبمجرد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على التصاميم، ستوفر المباني الثلاثة مساحات تضفي مشاعر من السكينة والألفة على زوارها، سواء من خلال ملامحها المعمارية، وكذلك تفاصيلها الإنشائية المتفردة التي ستبرزها الواجهات، والمشاهد الخارجية والداخلية من أعمدة ونوافذ وأقبية تعكس الملامح المتفردة لكل دين من الأديان.
وكان فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة بابا الفاتيكان قد وقعا في الرابع من فبراير من عام 2019 "وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" خلال لقائهما التاريخي الذي جمعهما في أبوظبي. ومن هذا المنطلق، سترحب أماكن العبادة الثلاث التي يتكون منها "بيت العائلة الإبراهيمية" بجميع الزوار الراغبين في العبادة والتعلم والتحاور.
كما سينظم "بيت العائلة الإبراهيمية" مجموعة متنوعة من البرامج والفعاليات اليومية، واستضافة المؤتمرات والقمم الدولية، التي تبرز التعايش الإنساني.
نبذة عن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية
اللجنة العليا للأخوة الإنسانية هي لجنة دولية مستقلة تضم مجموعة من الشخصيات القيادية الدينية والثقافية من حول العالم، وتهدف إلى نشر رسالة التفاهم والسلام التي تدعو إليها "وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك".
وتتمثل مهمة أعضاء اللجنة العليا في العمل على تحقيق التطلعات التي نصّت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية، حيث يلتقي أعضاء اللجنة برجال دين وقادة ورؤساء منظمات ومؤسسات دولية، وغيرهم من الشخصيات من جميع أنحاء العالم لدعم ونشر قيم الاحترام المتبادل والتعايش السلمي، والتشارك مع كل محبي الخير والسلام من أجل تعزيز هذه القيم الإنسانية.
ويدخل في نطاق مهام أعضاء اللجنة العليا في العمل على تحقيق التطلعات التي نصت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية، حيث يلتقي أعضاء اللجنة برجال دين وقادة ورؤساء منظمات ومؤسسات دولية، وغيرهم من الشخصيات من جميع أنحاء العالم لدعم ونشر قيم الاحترام المتبادل والتعايش السلمي، والتشارك مع كل محبي الخير والسلام من أجل تعزيز هذه القيم الإنسانية.
ويدخل في نطاق مهما عمل اللجنة توفير المشورة بشأن مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى تنفيذ أهداف الوثيقة، ومنها "بيت العائلة الإبراهيمية" والذي سيشكّل مركزاً للحوار والتفاهم بين الأديان وسيكون مقره في أبوظبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي المنطقة التي اختارها البابا فرنسيس والإمام الأكبر لإعلان وثيقة الأخوة الإنسانية منها إلى العالم، في 4 فبراير 2019.
وتضم اللجنة العليا للأخوة الإنسانية اليوم، أحد عشر عضوًا يمثلون مناطق وأديان وثقافات مختلفة ومتنوعة حول العالم.