أطفال دمرتها الحروب

أطفال دمرتها الحروب

لا أحد يستطيع أن يتجاهل تأثير الحروب علي الكبار والصغار إلا أن تأثيرها علي الأطفال قد يمتد معهم منذ المهد وإلي اللحد فيؤثر هذا علي شخصياتهم وتصرفاتهم وكذا مشاعرهم الرقيقه، وهذا ما حدث في لبنان بعد أن هدأت الحرب الاهليه بها.
ففي إحدي المدارس الإبتدائية أرادت احد المدرسات بها أن تعرف ما يجول بخاطر الأطفال فسألتهم أن يرسموا أي شئ يأتي ببالهم .
مرت المدرسة بالأطفال تنظر رسوماتهم فوجدت أحدهم يرسم دبابه وآخر مدفعا وثالث طفلا قتيلا وآخر منازل منهدمه بينما رفع طفلا صوته يجهش بالبكاء علي أبيه الذي فقده ولا يملك القدره علي رسمه كجثة هامده لا تتحرك ، شعرت المدرسه بألم شديد في داخلها عما يحمله هؤلاء الأطفال الأبرياء داخل نفوسهم من ذكريات مره عن الحرب وكأن كل ما حولهم قد حطم هذه البراعم الصغيره التي لم تجد أرضا فرحه تنمو فيها ففسد رجاؤهم وضاعت نظرتهم المتفائلة للحياه فجاء رسمهم يعبر عما في قلوبهم من بؤس وآلم .
اخيرا وجدت المدرسه طفله ترسم تفاحه ، فرحت المدرسه وهي تسأل نفسها في دهشه لماذا إختلفت تلك الطفله في اتجاها عن باقي زملائها فسألت الطفله لماذا ترسمين تفاحه ؟
بكت الطفله وهي تنظر إلي وجه مدرستها وأجابتها قائله إنها ليست تفاحه بل قنبلة ذرية.
صمتت المدرسه وقد إنطفأ الأمل داخلها لأنها أدركت أنه لامفر من خطورة تأثير البيئة علي حياة الطفل فما بالك ببيئة تستيقظ علي صوت مدافع وصراخ وجثث قتلي.

عزيزي القارئ لا تندهش فإنها الحرب هذه القادره ان تحطم كل شئ داخلك وتترك أثرها فيك وفي أبناءك مدي الحياه فترسم في أعماقك قنبلة ذرية تحطم طاقاتك مواهبك وأحساسك ومشاعرك الطيبه وتسلب منك تلك التفاحه الداخليه التي تحتاجها للحياه.
نسأل الله أن يقي العالم شر الحروب

الكلمات المفتاحية أطفال دمرتها الحروب

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;