بداية لا أحد يزايد علينا في حبنا للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ونحن موحدين بالله ورسوله ومؤديين لفرائض الله وندعو الله أن يتقبل منا جميعا، ولكن هالني حجم النفاق الديني على صفحات التواصل الاجتماعي بإطلاق شعارات إلا رسول الله والمناداة بمقاطعه المنتجات الفرنسية، وهذا الأمر في حقيقته جيد ولكن دعونا نتخيل لو أن المصطفي الحبيب كان موجودا في هذه الأيام بيننا ماذا كان سيفعل مع فرنسا وغيرها ممن يتعدون عليه ورأيه في تصرفات من يتبعون الإسلام وملة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
، اعتقد أنه لن يكون الرد بهذه الشعارات الجوفاء التي لا طائل منهاًً ولا هدف لان المصطفي تعدي عليه كفار قريش واليهودي وغيرهما وتعامل معهما ولم يقابل السيئه بالسيئه وانما كان خلقة الاسلام وكان الأخنس بن شَرِيق الثقفي ممن ينال من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وصفه القرآن بتسع صفات تدل على ما كان عليه، وهي في قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم: 10- 13]. وكان أبو جهل أيضا، ولذلك فإن الحبيب لو كان موجودا بيننا كان سيتغافل عن تصرفات السفهاء وسيدعو لهم بالهدايا وسيخاطبهم بالتي هي أحسن، وبالمقابل كان سيخجل من تصرفاتنا التي أعطت الفرصة للتعدي عليه وعلى الإسلام فعلي ماذا هذا الشعار الذي أجده علي صفحات التواصل (إلا رسول الله ومقاطعه المنتجات الفرنسية)
وكثير من المسلمين يرتكبون ما يغضب الله الزكاة لا تصرف والصدقات يتم المعايرة بها والتعدي على حرمات الله من كبائر حدث ولأحرج وأكل أموال الناس بالباطل أصبح عاده وعباده لدي الكثير واستيراد الخمور بتجاوز أرقام عاليه والكراهيه وعدم الرحمه والكذب والنقاق والفتنه والتعالي في التعامل بين بعضنا البعض والسلبيه في تصرفاتنا وقطع الارحام والمساجد خاليه الامن رحم ربي والحقد والغل والتأمر وغير ذلك من تصرفات تؤذي الله ورسوله يشاهدها القاصي والداني في العالم اجمع
، لذلك اغلبنا مؤديين ومرددين فقط ولو بحثت وراء كل منا ستجد مالايسرك، طلب المقاطعه سياسه في سياسه ومطلقها لم تكن دعوته لو جه الله ورسوله، المنتجات الفرنسيه التي يتم شرائها محدوده للغايه وليست في متناول الكثير منا فعلي ماذا تتطالب بالمقاطعه هل مقاطعه الجبن الكيري ستنمع التعدي علي الحبيب المصطفي، اعتقد هذا هراء فالاسواق العربيه شانها شان الاسواق العالميه والعالم مفتوحه للتصدير في وجهات اخري وفرنسا بها مسلمين مقيمين فلماذا لم يتركوها غيرة علي الحبيب
، لذلك فان بروبجندا الشعارات ينبغي ان تترجم الي تصرفات وافعال تنسجم مع ديننا الحنيف لكي يكون المسلمين اشداء وان نترجم اخلاق الحبيب المصطفي في تصرفاتنا وسلوكياتنا وان نتقي الله في اعمالنا حتي نكون قدوه يقتضي بها الاخر ونجبره بها علي احترامنا واحترام ديننا الحنيف، اما ما يحدث منا كمسلمين من تصرفات يندي لها الجبين فانها تعطي للاخر الفرصه بالاستهتار بنا وباسلامنا وعدم الاقتناع به لذلك ينبغي ان نستقيم اولا قبل ان ندافع بشعارات لاطائل منها علي ارض الواقع ونرتكب مقابلها افعال تخالف ديننا الحنيف