فى بداية الحديث عن القضية الفلسطينية أتسائل هل أصبح التطبيع مع الكيان الصهيونى « وباء» يجتاح المنطقة العربية؟ وهل أصبح سمة المرحلة القادمة للدول العربية؟ و هل أصبح الكيان الصهيونى قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على كافة الأراضى الفلسطينية؟
و اصبح متحكمين فى زمام الأمور ليس داخل فلسطين فحسب بل فى معظم دول العالم و اصبحت حكام الوطن العربى تدين للكيان الصهيونى بالولاء و الطاعة ختى يتثنى لحكام العرب حل المشكلات العالقة و النزاعات داخل أرضيهم العربية!!
فى الماضى و بالتحديد عام ١٩٧٩م كانت مصر هى اولى الدول التى عقدت أتفاقية سلام مع الكيان الصهيونى و كانت أتفاقية مشروطة بتطبيع العلاقات فيما بعد مع هذا الكيان الصهيونى مقابل إخلاء الأرض.
وكان ما كان و غدت كيان يعقد معه إتفاقيات و نهجت مصر مبدأ السلام ليعقبها التنازلات حتى يومنا الحاضر مع هذا الكيان المحتل وللمصدقية ما كانت إسرائيل أن يكون لها كيان لولا مساندة الدول الغربية و أمريكا لها.
فى عام ١٩٩٤ م كانت المملكة الاردنية ثانى دولة تطبع العلاقات مع أسرائيل و لكن هذا ما كان متوقع مت اللملك حسين و موقفه الداعم للكيان الصهيونى منذ البداية حتى و أن كان ذلك فى السر إلا أنه كان بادئ جلياً للعيان و نحن لا نكيل الأتهامات لاشخاص بأعينهم فأن التاريخ يسطر و لا يرحم أحد.
بعد فترة زمنية ليست بالطويلة و فى هذا العام ٢٠٢٠ م و الذى أمتلئ بالأحداث المؤسفة و كما يقولون أن المصائب لا تأتى فرادا فكما شاهدنا و شهد العالم أجمع جائحة كورونا أو (كوفيد ١٩) و التى لم تبقى جزء من العالم إلا و تركت فيه أثر لا ينسى و كان من واجب العالم و الحكومات أن تعتبر و تتعظ و تكون منصفى و لكن كيف يكون ذلك و قد أستحلت الدول الحرام و اصبح الظلم سمة الشعوب المتقدمة فقد حلت بنا نحن شعوب المنطقة جائحة أكثر قوة و خطراً من كورونا إلا وهى تطبيع الدول العربية واحدة تلو الأخرى مع الكيان الصهيونى الغاصب للأرض العربية فطبعت ثلاثة دول متتالية فى هذا العام وهى دولة الامارات العربية المتحدة و دولة السودان و تلاها المملكة المغربية فى نظير أتفاقيات غير معلنة لحل لغز المشكلات العالقة مع هذه الدول ولاسوق لكم مثال على اتفاقية المملكة المغربية و التى وافقت على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيونى مقابل أعتراف أمريكى يدعمه اللوبى الإسرائيلى بسيادة المملكة المغربية على كافة الأراضى للصحراء الغربية و سرعان ما جاء الأعتراف من أمريكا بالسيادة للمملكة و التى كانت مقسمة منذ، الاسحاب الأسبانى حسب أتفاقية مدريد عام ١٩٧٥ بينها و بين دولة موريتانيا.
لذى و بعد أن قامت المغرب بالتطبيع قامت على الفور الأعتراف الامريكى بالسيادة المغربية على كافة الأراضى لصحراء الغربية إذاً بات مشروطاً أن حل المشكلات العالقة فى الدول العربية بتطبيع العلاقة مع الكيان الصهيونى و أصبح أوراق اللعب على المكشوف!!
فى هذا المشهد المروع لدولة فلسطين من الأشقاء العرب بالتطبيع و من الكيان الصهيونى من الداخل و الذى بات واضحاً من الحصار و الضرب و الحجز القصر و الأعتقال فى سجون الصهاينة و حرب العصابات و هدم المنازل و تقطيع الأشجار المثمرة و التهجير و الترويع و عمليات الأبادة الجماعية و المطاردات و منع المساعدات الانسانية من الوصول للفلسطنيين و غيرها من الأفعال الغير مشروعة حتى فى حالة الحروب المتعارف عليها مع عدم وجود مواجهة مسلحة متكافئة لعدم وجود سلاح مع الفلسطنين للمواجهة أليس هذا ما يسمى بأرهاب الدولة .
ناهيك عن بناء المستوطنات اليهودية على الأراضى الفلسطينية ضم الأراضى لقد تم أستيطان (٤٠٧) الف مستوطن يهودى فى عام ٢٠١٦ م فى الضفة الغربية و عدد (٣٧٥) الف فى القدس الشرقية مما شطر القدس للتمهيد لضمها بعد ذلك و تم اقرار الدول الغربية مثل المملكة المتخدة و الولايات المتحدة الأمريكية بما يعرف بسياسة الأمر الواقع و ان هذه المناطق تابعة لأسرائيل فى الفترة الحالية و ذلك من الناحية القانونية فقط و خاصة ان اسرائيل لها السيادة على القدس الغربية.
توالت اعمال العنف و الأنتفاضات و ارهاب الكيان الصهيونى فيما يسمى بحق الدفاع المشروع ولاقت كذلك مساندة غربية و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
وفقاً لقرار تقسيم فلسطين تم أعتبار القدس منطقة دولية.
فى (عام ١٩٨٠) رغبت اسرائيل فى ضم الجزء المتبقى من القدس الشرقية ولكن لاقى هذا القرار معارضة شديدة من المجتمع الدولى و من فلسطين.
أن المتفرس فى الشأن العربى الأسرائيلى يشاهد الكيانالصهيونى و ما يقدم عليه من فرض سياسة الأمر الواقع فى غياب تام للكيان العربى بل على العكس تماماً فأن الدول العربية تطبع العلاقات مع الكيان الصهيونى ضاربة عرض الحائط بأحلام الشعب الفلسطينى من تكوين دولته المستقلة قاضية على آخر المرتجيات للشعوب العربية فى تحرير القدس مما يجعل الكيان الصهيونى يزيدمن القمع و التعسف و بناء المستوطنات اليهودية على الأراضى العربية الفلسطينية وعزل و تشريد الألف من أبناء الشعب الفلسكينى و تدمير الزراعات و الحصار المستمر لمن تبقى منهم.
لقد اصبحت القضية الفلسطينة هى الثمن المدفوع من الكيان الصهيونى مقابل التطبيع فأذا اردتم حل القضية و اقامة كيان لفلسطين عليكم بتطبيع العلاقة مع اسرائيل بعد ما كانت الأرض مقابل السلام و انعكست اوتار العود لتغرد خارج السرب فى دنيا تحكمها المصالح المتبادلة على حساب الشعب الفلسطينى فى خضم لعبة المصالح.