طيور رشيقة ينظر لها قلباً متعباً بعيون بريئة ، يحن إلى أيام جميلة، إلى البساطة، إلى الراحة، الي النغم ، الي التحليق فوق السموات، بعيدا عن عالم مملؤ بصخب الناس والأشياء.
فإن كان العالم يمتلئ بكثير من صور الجمال إلا أن رؤية هذا الجمال تتوقف علي امور كثيره حولنا منها مقدار رغبتنا في رؤية ذلك الجمال ومفهوم الجمال لدينا واخري كثيره .....
وقد رأيت اليوم في الطيور من حولي جمالاً حملني نحو السماويات ، رأيتها وهي تسير فوق أسلاك التليفونات واسلاك التلفاز غير آبهة بما تحمله تلك الأسلاك من أحاديث مختلفة واخبار منها المفرح ومنها المحزن مارة بقدميها على الجميع دون أن تتأثر بما داخلها فهي تحمل نفس السلام ونفس الفرح في وجهها الجميل ، فإذا ما ارادت أن تحلق للسماء تبحث عن أعلى قمة تقف عليها وترفع جناحيها ليحملها الهواء رافعاً أيها لتسبح في السماء وينطلق صوت تغريدها ليعلن عن فرحها ويمتع آذاننا.
فماذا عنا ؟ كيف ننطلق بعيدا عن قيود الأرض ؟
إن أردنا أن ننطلق فما علينا سوى ان نبتعد عن كل الاحاديث التي تفقدنا سلامنا ونرفع عيوننا إلي فوق ولا نأبه كثيراً بما نراه أو نسمعه.
فأما أن نكون تراب وإلى التراب نعود أو نكون سمائين وإلي السماء نعود وشتان بين هذا وتلك.