الفرحُ أبوابُه مشرّعةٌ
لا وقتَ للبكاءِ
أيا رديفةَ المأساةِ
أيا روحًا دفينةً
موؤدةٌ أنتِ
منذُ فجرِ تاريخٍ عقيمٍ
لم يسجّلْ للبشريّةِ
سوى الهزيمةِ
قومي يا روحًا شقيّةً
ارسمي
بلونِ شفتيكِ
ابتسامةً
قومي لوّحي
بمناديلِكِ الرّطيبةِ
ثم اشبكيها وزنّري
الخاصرةَ
ارقصي سكرى
فوقَ الجراحِ
دعي أصابعَ قدميكِ
تمسّدُ الضّحكاتِ
دعي يديْكِ
تموجانِ كالسّنابلِ
معَ الرّياحِ
انحني
التقطي الأنفاسَ
اطلقيها في العلاءِ
وقبّلي
اجنحةَ الأطيارِ
أيا روحًا تعبَتْ
وما مُنحَتْ
دقيقةَ صمتٍ
على أرواحٍ مثلها
في الأرضِ ماتتْ
سجينةً
فكّي عنكِ
عقدةَ النّواحِ
اخرجي
ودمّري ذاك الإطارَ
أيا روحُ
لا تستسلمي
لاستعبادٍ نخرَ
جلدَ الضّمائرِ
شقّ بالظلمِ أثلامًا
في حنايا المعابرِ
زرعَ القهرَ
في الأرواحِ الفتيّةِ
حتى جفتْ فيها
عروقُ الهناءِ
لا تستسلمي
إنِ العبودية امتصتْ
من الدماءِ
فورةَ التّحدي
فخبَتْ
حتّى أضاعَتْ طريقَها
وماتتْ فيها
جذوةُ القرارِ