الوجهة اعتلاء والطريق انعتاق

الوجهة اعتلاء والطريق انعتاق

الرَّتابةُ لغةُ الضَّجرِ والإيماءاتُ ضَحلةٌ ،صفيرُ الفراغِ أعلنَ الحربَ على الأفواهِ ،تريَّثْ يا غضبُ فما بعدَ الضّيقِ إلّا الفرَج،يا لصلفِ جبروتِهم وهمْ يستحمّونَ بدولاراتِهم يمسحونَ بِها ما خلَّفه استمناؤهُم فالإثارةُ تشتدُّ لديهمْ كلَّما أعلنَ بوقُ خبرِ انتحارٍ أو كلَّما تدلتْ زهرةٌ ذابلةٌ من شرفاتٍ شهِدتْ بشاعةَ البطالةِ وهي تمدُّ يدَ التَّسوُّلِ ،حينَها فقط سيبتدئُ مشوارُ اللَّعناتِ التي لن تهدأَ وفيضُ رذاذِها المندلقِ على الوجوهِ ستمسحُه مناديلُ بلا أيادٍ فالأيادي صدِئتْ منْ ملوحةِ الدَّمعِ رُمِيَتْ كجيفةٍ عفنةٍ،لا فرقَ بينَ رذاذِ لعنةٍ ودمعةٍ كأنَّما الحزنُ اتَّفقَ معَ الزَّمنِ هذه الشَّجرةُ الظَّليلةُ تيبَّستْ امتدادُها طالَهُ الجحيمُ والآه التي لمْ أفهمْ كنهها خرجتْ غريبةً منْ بينِ شفتَيْ سرابٍ يشتدُّ بريقُه كلَّما اشتدّ عطشُهُ ،الظَّمأُ له ألفُ وجهٍ إلّا أنَّ للسَّرابِ وجْهٌ واحدٌ وفمٌ واحدٌ ينطقُ بالآهِ كلَّما تلظَّى بالهجيرِ، لكن ما يعزّيهِ أنَّ الغروبَ أيضًا يشارِكُه الآهَ الغروبُ وهو يلملمُ شتاتَ ألوانِهِ الحزينةِ يقولُ آهٍ لقدْ تاهَ منّي لونُ الفرحِ ، تُرى كمْ منْ غروبٍ في الوداعِ تألَّمَ؟ آهٍ واحدة من فمِ الدُّخانِ رأيتُها وهي تتصاعدُ تتراقص غرّيدةً. ليتكِ يا آهُ تذبلينَ لأزرعَ مكانَكِ فسيلةَ الفرحِ ليتكِ تبدِّدينَ الألمَ برقصةِ دخانٍ يحتجُّ يصرخُ وهو يتلوّى أنا الآهُ فِيَّ تتألمُ بعدَما أحرقَني الخذلانُ، الأمَّةُ استبدلتِ الرَّحمةَ بالظُّلمِ، هيهاتِ أنْ ينطفئَ الحريقُ، الجذوةُ تشتعلُ ،أنا ها هنا منْها على قابِ قوسينِ فإنْ تصاعدَتْ روحي في خيوطٍ بائسةٍ ستكونُ الوجهةُ اعتلاءً والطريقُ انعتاقًا ينفضُ عنْهُ غبارَ الوعورةِ .

الكلمات المفتاحية الوجهه اعتلاء

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;