"فيسوعُ هذا الَّذي رُفِعَ عَنكُم إِلى السَّماء سَيأتي كما رَأَيتُموه ذاهبًا إِلى السَّماء”.
هكذا ذكر سفر اعمال الرسل تلك الآيات متحدثا عن صعود السيد المسيح له المجد الى السماء وعائداً الي ملكوته بعد مرور أربعين يوماً علي قيامته.
وفي ذكري أحتفال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الصعود المجيد يراود ذهني كما الكثيرون السؤال التالي
كيف صعد السيد المسيح برغم الجاذبية الارضية؟
وللجواب علي هذا نذكر نقطتين
الأولي أن الله وضع القوانين لتخضع لها الطبيعة وليس ليخضع لها هو .
ثانيا أن قانون الجاذبية يخضع له الاشياء المادية اما السيد المسيح فلم يصعد بجسد مادي أو ارضي لكن بجسد روحاني سمائي ممجد وهو نفس الجسد الذي سنقوم به جميعا من الأموات .
هل معني ذلك أنه لم تكن هناك معجزة للصعود
الحقيقه ان المعجزة ليست في صعود الجسد بل في تحوله من جسد مادي ارضي يخضع للقوانين ويحده المكان والزمان الي جسد روحاني سماوي لا يحده مكان أو زمان وهذا هو الجسد السامي .
اما عن قيمة الصعود للبشرية
فبالصعود أنهض طبيعتنا الساقطة وأصعدنا وأجلسنا معه في السماويات كما قال بولس ، وكذا ا القديس اوغسطينوس حين قال “اليوم صعد ربنا يسوع المسيح الى السماء. ليصعد قلبنا معه. مع كونه هناك، هو معنا هنا ايضا. ونحن مع كوننا هنا، نحن معه ايضا هناك. رفع فوق السماوات، ولكنه ما زال يتألم في الأرض بكل ألم نشعر به نحن اعضاءه. لأنه رأسنا ونحن جسده”.
– والصعود يجعلنا نهيأ نفوسنا لاستقبالة في يوم الدينونة ليكون لنا شوق لرؤيته ونسعي كي نحيا معه في سماه .
لكن الحقيقة أنه لا صعود بدون قيامة ولا قيامة بدون موت ولا موت سوي للأحياء ..
ولكي تكون حياً عليك أن تنظر إليه وتقتدي بخطواته وتتمثل به فتعيش كما عاش هو كي تستطيع أن تتحمل الالم والتعب دون تذمر وتتحرر من الطبيعة الفاسدة التي ورثتها عن أبويك حينها ستسري القيامة في جسدك وتكون مؤهلاً للصعود .