مما لا شك فيه بأن فيروس كورونا المستجد قد هلع، و أخاف كل العالم ،و الكل بتسأل كيف سيكون العالم بعد جراء وباء الكرونا؟ و كيف يكون شكل العالم في اليوم الذي يتم فيه الإعلان عن إنتهاء الكرونا و زوال كل الخطر والهلع الذى عمل على إرباك كل البشر و سبب لهم الأرق،و والاضطراب ليلا ،و نهارا .
منذ بداية ظهور الكرونا أدرك كثير من البشر بأن الغرور و الكبر و الاعتقاد بأن الإنسان سيد الكون كلام ليس له فائدة ،فجاء فيروس الكرونا وقف البشر عند حدودهم ،فاعاد لهم الرشد من جديد ،أصبح الإنسان يعيد حساباته الايكولوجيه من قبل أن يأتي القدر و يسحقه بهذا الوباء .
فمن إحدى الإيجابيات لهذا الوباء هو تصحيح أوضاع المناخ في الأرض مع فراغ الشوارع و الطرقات من الناس فقد تنفست الأرض و ما عليها ،و النتيجة قلة نسبة التلوث البيئي.
إن فيروس كوفيد -16 وضع العالم أمام حقيقة ثابته إلا و هي أنه لابد من تضامن كل الشعوب لمواجهة الوباء ،فانقسمت الشعوب إلى قسمين ،الآسيويون نجحوا في التجمع ،و الأوروبيون تفرقوا في،مواجهة الوباء و الخطر الناجم عنه .
إن دول آسيا واجهت ذلك و ساعدت مواطنيها والدول المجاورة،إنما الأوروبيون أغلقوا الحدود بين الدول و كل هذا و ذاك يدل على أنه ما بعد الكرونا سوف يكون إختلاف كبير و كل دولة سوف تعيد ترتيب الاهميات و يبقى العلم ،و العلماء في القمة ،و سوف تكون الأولويات للبحث العلمي الذي يخدم الإنسان ،و البشرية ،سوف تأخذ الدروس الإنسانية الناجمة عن الكرونا .
المشهد السياسي سوف يتغير و ينقلب بعد الكرونا ،و متى يتجلى هذا الكابوس المرعب و المخيف سوف تعيد الكثير من التجمعات الدوليه قراءة أوراقها ،و تغير طريقتها في التعامل مع الأزمات القادمة.
سوف تتبدل الطباع ،و مع النظر إلى الولايات المتحده الامريكيه و الكم الهائل من المصابين بالفيروس ، و النقص الذي حدث في الاستعدادات الطبية لمواجهة كورونا ،فسوف نشك في قدرة و قوة ،و هيمنه أمريكا على العالم،لتدرك بأنها فارغه من الداخل على كافة الأصعدة.
إن فيروس كوفيد-19 جعل الناس حبيسة منازلهم وراء شاشات التلفاز ،واستطاعت كورونا من تقرب الناس من بعض في الهم ،الأمر الذى أدى إلى أن تتبنى الحكومات إجراءات طارئة لاحتواء الفيروس ،و لم تتخلى عن ذلك بسهولة بعد إنتهاء الأزمة ،و سوف تتغير موازين السلطة و تنتقل من الغرب إلى الشرق ،و إلى الدول التي استطاعت أن تتدارك الأزمة بشكل سريع .
إن الوباء سوف يكون السبب في إنهاء العولمه بشكلها الحالي ،و سوف تنتقل إلى الصين بعد فقدان الولايات المتحدة الأمريكية السيطرة عليه،و بالتالي ستتغير شكل العلاقات الدوليه.