العلاج من الوباء بالماء

العلاج من الوباء بالماء

من خلال البحث في حديث الطهور شطر الايمان والذي اقتصرته فيه علي الجزء الاول للاهمية ما ارشد اليه الحديث خاصة في هذة الايام التي نعاني فيها من الوباء فاذا به يبين لنا طرق العلاج فلنمعن النظر فيهذا الحديث.

(الطهور شطر الايمان)

عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْحَارِثِ بْنِ عَاصِمٍ الْأَشْعَرِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r "الطَّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ: تَمْلَأُ- مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَك أَوْ عَلَيْك، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

هذا الحديث يبين لنا فضائل الأعمال ومنزلتها في الدين فقد دل الحديث على عظم فضل الطهارة من الأحداث والأخباث وأنه يعدل شطر الدين لأن الطهارة شرط لصحة الصلاة ولما فيها من تحصيل النظافة والنزاهة من القاذورات واستقبال الله في أكمل هيئة وتكريم الملائكة والمصلين وانشراح الصدر ونشاط البدن وزوال الهم والخاطر الخبيث وتكفير السيئات ورفعة الدرجات ولذلك ورد في السنة فضائل عظيمة للطهارة كما جاء في حديث عثمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره). رواه مسلم. والطهارة سبب لدخول الجنة والله يحب المتطهرين قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ). يعني المتطهرين من الأذى الحسي والمعنوي

. والوضوء من خصال الإيمان الخفية التي لا يحافظ عليها إلا مؤمن كما جاء في حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم) : لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن).رواه مالك. وهذا يدل على أن المواظبة على الطهارة الشرعية من كمال الإيمان ولذلك كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء لكل صلاة كما ثبت في حديث عمر في صحيح مسلم وكان لا ينام جنبا من غير وضوء. والعناية بالطهارة من الحدث الأصغر والأكبر من أداء الأمانة كما ورد في الخبر. والمسلمون من أفضل الأمم وأشدهم عناية بطهارة الباطن والظاهر لكمال شريعتهم الطاهرة وهدي رسولهم المتطهر صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم.

و من الطهارة المحمودة شرعا العناية بالنظافة الشخصية من نظافة البدن والثوب وإصلاح الشعر وإزالة الشعث من البدن الذي يكون سببا في انبعاث الرائحة الكريهة وتطهير الفم والأسنان واستعمال الطيب والسواك ولذلك اعتنى الشارع بهذا الباب عناية شديدة فرغب في خصال الفطرة وأمر بأخذ الزينة ونهى عن تعاطي كل ما يؤذي المسلمين وشرع التجمل في الثياب والطيب وتسريح الشعر في أماكن اجتماع المسلمين قال تعالى: (يَا بَنِي آدَم خُذُوا زِينَتكُمْ عِنْد كُلّ مَسْجِد). ونهي المؤمن عن شهود الصلاة ورائحته كريهة كما ورد في صحيح مسلم: (من أكل الثوم والبصل فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم). وعناية المسلم بنظافته الشخصية تدل على كمال إيمانه ومروئته ورجاحة عقله وصيانته وإهماله لهذا يدل على قلة فقهه ونقص مروئته وعدم مراعاه للآخرين. وينبغي لأهل الفضل ممن يقتدى بهم أن يكونوا على أكمل طهارة وأحسن هيئة من غير تكلف ليقبل الحق منهم ويقتدي الناس بهم ومن المؤسف أن ترى رجلا صالحا من أهل الخير متسخ الثياب والبدن لا يعتني بنطافته الشخصية. ويخطأ من يظن أن إهمال النظافة من الزهد والبذاذة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الزهاد كان من أطيب الناس ريحا وأنظفهم ثوبا وبدنا وأطهرهم فما وكان شديد العناية بنظافته الشخصية والمراد بالبذاذة التي مدحها الشارع هي ترك جميل اللباس والتقشف أحيانا تواضعا لكسر النفس وتهذيب الروح وهذا يختلف على حسب اختلاف الأشخاص والأحوال وليس للبذاذة علاقة مطلقا بترك النظافة وإهمال الهيئة والتعرض للرائحة الكريهة. فهذا هو الجزء الاول من الحديث والذي يتحدث في اجماله عن وجوب الاهتمام وفضل النظافة وانها خير وقاية للانسان

الكلمات المفتاحية

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;